كان فى زمن دخول الفرنساوية أرض مصر، كتبه بطريرك من ناحية قفط وقت دخول عمرو بن العاص أرض مصر وقال فيه بعد أن تكلم على جملة حوادث وقعت بمصر من المسلمين وقت دخولهم تلك الديار: إنهم يستولون على الذهب المصرى المرسوم عليه صورة الصليب وصورة سيدنا المسيح، ولا بد أنهم يزيلون تلك الصورة، ويرسمون مكانها اسم نبيهم ويسمونه الإمام واسمه «محمد» الذى إذا كتب بالحروف القبطية كان عدد جملة ٦٦٦، ويضيفون إلى ذلك اسم الخليفة، وكذلك يكتبونها على الأوانى والمراكب والزوارق.
ثم إن هذه المدينة الآن بلدة عامرة تشتمل على ما تشتمل عليه من البنادر من القيساريات والخانات والدكاكين العامرة بالمتاجر والقهاوى والخمارات ويكثر بها تجارة القماش والعقاقير، وهى رأس قسم وعليها مرسى ترد عليه كثير من المراكب، ولها سوق سلطانى كل يوم أحد تباع فيه المواشى وغيرها، وفيها كنيستان إحداهما خارج البلد باسم أبى مقار فوق تل عال به مقابر النصارى، والأخرى فى داخلها تجددت فى زمن العائلة المحمدية، وبها عدة مساجد جامعة أشهرها وأعظمها جامع الفرغل، فإنه حرم من أعظم جوامع الصعيد له مئذنتان ومفروش بالبسط ويوقد فيه النجف والبلور، ويدرس فيه على الدوام فنون الفقه والحديث والتفسير، وقل أن يخلو من العبادة ليلا ونهارا.