للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القيعان والحمامات، وفى أسفل الحيطان بترابيع الرخام الأبيض والأسود، وهى أبهج منظرا، وأقل مصرفا، وتركت خردة الرخام، وكانت عبارة عن قطع صغيرة مختلفة الألوان توضع بهيئات مختلفة فى بعض منافذ القيعان بالجبس، وهى مع كثرة مصاريفها لا فائدة فيها.

وتركت السقوف البلدية الملبسة ذوات الكرادى والمقرنصات التى كانت تجعل تحت الإزار فى دائر بعض المحلات وفى الزوايا الأربع.

وكانت الصنّاع تقيم فى صناعة ذلك الأشهر العديدة، بل السنين، حتى كان السقف يتكلف مثل ما يتكلفه باقى المنزل، فعمل بدل ذلك السقوف الرومية المستوية أو المفرّغة، ويكون السقف فى الغالب منتهيا بإزار مزيّن ببعض الأعمال، وفى وسطه صرة مفرغة تفاريغ متنوعة، فإذا تم طلى بطلاء الزيت الملون بالأصباغ، ونقش بنقوش متنوعة. وكثيرا ما ينتهى السقف ببراويز وكرانيش يتفنن الصانع فى إتقانها بقدر استعداده ورغبة صاحب الشغل وثروته، وتارة تعمل السقوف بالبغدادى، وتكسى بالجبس، وتدهن بأنواع الأصباغ، وتنقش هى والحيطان باللون الذى يرغبه صاحب المنزل، أو تكسى بالورق المنقوش، وقد تكون النقوش فى الورق أو غيره محلاة بماء الذهب.

وتغيرت وجهات البيوت التى كانت تعمل فى الأزمان القديمة بحسب ما يتفق على غير قانون هندسى، بحيث تكون لا فرق بينها وبين وجهات حيشان الأموات، فجعلت على قانون هندسى منتظم، وهيئات مألوفة حسنة، وقسمت الوجهة فى اتساعها وارتفاعها، بكرانيش بارزة، يحدث عنها بعض الظلال فى عرضها وارتفاعها، وتزيد فى رونق البناء، وبهائه.

وفى السابق كانوا يجعلون أرض محلات المنازل غير مستوية، بل بعضها مرتفع وبعضها منخفض، فترى أهل المنزل فى تقلبهم فى المحلات يصعدون ويهبطون، وذلك فضلا عن مضراته مذهب للرونق، فجعلت فى الجديد محلات كل دور من المنزل فى مستوى واحد، بهيئة ينشرح لها الصدر.

وكذلك السلالم جعلت مناسبة لتوزيع المحلات باتساع مناسب للمنزل كبرا وصغرا وارتفاعا، وجعلت درجاتها بهيئة لا تتعب الصاعد، وأعطيت النور الكافى على خلاف ما كانت عليه قديما.

وتركت الأبواب المفرغة الدقيقة، التى كانت تعمل من قطع الخشب المتعشقة فى فى بعضها على أشكال مختلفة، وتارة كانت تلبس بالصدف وغيره، ويجعل لها ضبب من