وفى سنة ثلاث وثمانين ومائتين بعد الألف أحيلت على عهدتى، وأنا إذ ذاك ناظر القناطر الخيرية مأمورية تأليف كتاب الهجاء والتمرين، فطلبت المترجم من ديوان المدارس بأمر عال فحضر عندى واشتغل معى بالكتاب المذكور حتى تم على أحسن حال.
وهو الآن مطبوع متداول بين الأيدى وتكرر طبعه حتى زادت نسخه على خمسة عشر ألفا، ورأيت معه عند حضوره لدى بالقناطر الخيرية رسالة جليلة القدر جمعها فى التقدمات العصرية فى الأيام الخديوية، وهى فى غاية الإيجاز والبلاغة، نثرها فائق وسجعها رائق، فسألته عن الحامل على جمعها، فأخبرنى أنه مأمور بتأليفها لتطبع.
وأظن أنها لم تطبع.
وباشر معى أيضا بعض التاريخ الذى عملته للديار المصرية فى عدة مجلدات، وبعض رسائل جمعتها وطبعت بمعرفته فى جرنال روضة المدارس، التى أنشأتها فى نظارتى على ديوان المدارس الملكية، وله من بدائع النظم والنثر فى هذا الجرنال عدة مقالات أدبية تدل على تفننه فى ضروب الأدب.
وقد ألف فى مناقب المرحوم رفاعة بيك بعد وفاته رسالة ختمها بمرثية بديعة، ثم تقلد فى سنة ست وثمانين بوظيفة توكيل إدارة المدارس المصرية وبلغ مرتبه فى هذه الوظيفة أربعة آلاف من القروش الديوانية المصرية، واشتغل بمزاولة تربية أبناء المدارس الميرية وأخذ فى تلك/المدة فى تعليم اللغة الإنكليزية حتى تيسر له قراءة كتبها وفهم معانيها إلا أنه لم يتكلم بها إلا نزرا، كما أنه يتكلم نادرا باللغة التركية عند اضطراره إليها، ثم فى سنة سبع وثمانين أحيلت عليه مأمورية الإدارة مع نظارة دروس المدارس فقام