وهى مكشوفة الصدر مستورة الوجه إلى شفتها السفلى، وحولها النساء والرجال وآلات اللهو وعلى رأسها مهرجان فتمكث كذلك قطعة من الليل، ثم يخرج أبوها الأكل للحاضرين فيأكلون، ثم تزف إلى بيت الزوج فتجتمع عندها النساء ويلصقن على صدرها ونهديها الدراهم المسماة بالنقطة.
وأما الزوج فيدعوه بعض أصحابه إلى داره وقد أعدّ له حماما، وهو عبارة عن قالبين من الآجر يوقد عليهما طول النهار، ثم يجعلان فى طشت أو نحوه ويجعل على الطشت لوح من خشب، ويجرد الزوج من ثيابه ويجلس فوق ذلك ويغطى بشئ كثيف، ثم يصب الماء على القالبين فيخرج بخارهما عليه حتى يعرق عرقا كثيرا يحلل أدرانه ويفعل أكثر مما يفعله الحمام العمومى المعروف، ثم يرفع عنه الغطاء ويغسل بالماء المسخن والصابون وهو عريان مكشوف العورة وحوله الرجال والنساء، ويعدّون استتاره حينئذ عيبا، ويكون غسل الزوجة أيضا بهذه المثابة غير أنها لا يحضرها الرجال.
ثم يتسابق الغلمان والشبان فى الاغتسال عقبه، لاعتقادهم أن من فعل ذلك أوّلا يتزوج أوّلا، وبعد ليلة البناء يشرع أهل البلد فى دعائه إلى منازلهم، فيأخذه أهل كل حارة يوما ومعه أحبته فيهيئ لهم أهل الحارة موائد واسعة، وقد يفعل ذلك واحد بانفراده، وفى آخر النهار يجتمع الناس وينصبون حانة فيها الدف والمزمار والرقص والزغاريد ويرمون على الطبال نقطة، ثم يمشى الزوج أمامهم وهم يصفقون خلفه ويغنون بقولهم: روّح يا زين العرسان، حجة وتروّح فرحان، روّح عقبال البكرى، روّح عقبال الغلمان، حتى يصل إلى داره وهكذا كل ليلة حتى يطوف حارات البلد.