وهو فى داخل جامع بناه الملك الظاهر مدة ولايته وبنى به قبة على ذلك الأثر، وهو مشهور يزار إلى الآن وهذه القبة مزينة بالقيشانى، وبها شبابيك مصنوعة بالجبس والزجاج الملون، وأرضها مفروشة بالرخام وبها قبلة صغيرة يكتنفها عمودان من الرخام، ووجه محل القدم من الرخام المنقوش بعمودين صغيرين من الرخام، وبأعلاه لوح رخام فيه كتابة تركية وسقف الجامع على أربعة أعمدة وقبلته من الحجر، وله منارة قصيرة وميضأة وخلا، وتملأ من البحر ويتبعه سبيل متخرب به لوح رخام منقوش فيه بالقلم التركى تاريخ سنة سبع وسبعين وألف، وله مرتب بالروزنامجة ألفا قرش. كل سنة تقام منها شعائره بنظر الشيخ على محسن.
وفى نزهة الناظرين أن إبراهيم باشا الوزير المتولى على مصر سنة إحدى وسبعين وألف، جددّ هذا الجامع ووسعه، وبنى تحته رصيفا لدفع ماء النيل عن بنائه، ورتب له مائة عثمانى وأرصد له طينا، وعين به قراء ووظائف وحراسا قاطنين به، وشرط النظر لمن يلى أغاوية الينكجربة بمصر المحروسة انتهى.
وفى تاريخ الجبرتى من حوادث سنة أربع وعشرين ومائتين وألف هـ، أن فى شهر رجب تقيد الخواجة محمود حسن بزرجان باشا بعمارة المسجد الذى يعرف بالآثار النبوية، فعمره على وضعه القديم، وقد كان آل إلى الخراب انتهى.
وأطيانها قليلة/ويزرع فيها الذرة والقمح والشعير وقليل من القرطم، وفيها مضيفة وثلاث أرحية تديرها الدواب، وبجوارها من بحرى موردة عند جميز العبيد، ترسو فيها المراكب الواردة من جهة قبلى، وبها قصر ديوان أفندى بداخله جنينة وهو الآن فى ملك سعد أبى رابية.