ويقول إن أصل الأشياء ومادتها هو الماء أو الميعان، والقوة المحركة للأشياء هو العقل، فهو حينئذ يقول بالآله، وكان يقول: إن الألوهية سارية فى جميع الأشياء ومن تلامذته فيروسيد وغيره.
وأما أنجزاجور (أنكساغورث) فهو فيلسوف أيضا من المدرسة اليونانية، ولد قبل الميلاد بخمسمائة سنة، وساح فى مصر وعاد منها، فأقام بأثينة سنة أربعمائة وخمس وسبعين، وأنشأ بها مدرسة مشهورة.
ويقال: إن سقراط من تلامذته، وقد تكلم فى بطلان اعتقاد أهل وقته، فحكموا عليه بالقتل، فخلصه تلميذه بركليس، وغير حكم القتل بالنفى، فنفى إلى أن مات سنة أربعمائة وثمان وعشرين وعمره اثنتان وسبعون سنة.
وكان يقول: إن العناصر وجدت فى أول الأمر مختلفة كثيرة بعدد أجناس العالم المختلفة وكانت مختلطة فى العماء الأصلى، فيلزم حينئذ وجود قوة روحانية تامة التصرف، هى التى فصلت العناصر المتفقة من العناصر المختلفة.
فهو أول من ذهب إلى وجود عقل أبدى، فقد اعترف بأفكاره الفيلسوفية بوجود إله مخالف لهذا العالم خارج عنه ومدبر له واشتغل بالفلك والطبيعة وعلم أسباب الخسوف انتهى.
وأما أبقراط فقد ترجمه صاحب كتاب أسماء الحكماء وتراجمهم «المنتخب من كتاب معالم الأمم» وملخصه أن أبقراط ويقال له بقراط: هو ابن إيرقلس، إمام مشهور وسيد الطبيعيين فى عصره، وكان قبل الإسكندر بنحو مائة سنة، ويقال إنه من أهل إسقلبيادس كان مسكنه بمدينة حمص، وكان يتوجه إلى دمشق ويقيم فى غياضها للرياضة، وكان فاضلا متألها ناسكا يعالج المرضى مجانا، وكان فى زمن أردشير من ملوك الفرس ودعاه إلى معالجته من مرض عرض له فأبى عليه.