للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهكذا باقى الأجزاء وبالتأمل يرى طول المعبد ضعف عرضه والارتفاع نصف العرض وواجهة الباب التى يحيط بها البرجان اللذان كانت العادة وضعها أمام المعابد والسرايات عرضها ضعف عرض الباب، ويرى أن الارتفاع أربعة أمثال ذلك، وعرض المعبد ستة أمثاله وطول واجهة الباب ضعف الارتفاع وهكذا على هذا النسق، ولو فرض أن قدر الذراع ٤٦٢ ر ٠ متر يكون الطول الكلى للمعبد أربعمائة وخمسين ذراعا، وعرضه فى الخارج مائة وخمسين ذراعا، وهكذا يكون باقى الأجزاء عددا صحيحا من غير كسر، وذلك المعبد يشبه معبد دندرة شبها تاما.

وبعضهم يعزو بناءه إلى فرعون مصر مريس، وأن البطالسة أضافوا له بعض إضافات، وبعضهم ينسبه إلى بطليموس الرابع الملقب ببطليموس فيلا ماطور (١)، واشترك فى زخرفته جملة من البطالسة، وبابه يعزى إلى بطليموس الثالث عشر، وعلى جدرانه نقوش تدل على اسم المعمار الذى بناه-وهو أموفيس-وعلى مدة الاشتغال فى بنائه وهى مائة وخمسة وسبعون سنة، ولم يتم نقشه إلا بعد مائة وتسعين سنة من تأسيسه، وفى داخله حجر جسيم محفور تدل كتابته على أنه عمل فى زمن نكتنابو الأول من ملوك العائلة الثلاثين، وطول واجهته ٧٦ مترا وعمقه ١٣٧ مترا وارتفاع الباب ٣٥ مترا ولكل أودة من أوده اسم وفى نقوش كل أودة بيان مقدار أبعادها، وبواسطة هذا المعبد يمكن معرفة الأقيسة القديمة ومقارنتها بالأقيسة المترية والأقيسة المصرية الحالية، وفى سنة ألف وثمانمائة وسبع وستين ميلادية صار إزالة ما به من الأتربة والقاذورات وخلص من سكنى الأهالى وجرت عليه شروط المحافظة كى لا يتلف كما تلف غيره.


(١) الصحيح: بطلميوس الرابع الملقب ببطلميوس فيلوباتور (أى المحب لأبيه. Philopator (انظر ما سبق فى الجزء
السابع، ص ٩؛ انظر إبراهيم نصحى: تاريخ مصر فى عهد البطالمة، ج ١، ص ١٢٤.