ومنهم الحسن بن عبد الرحيم بن الأثير القرشى محيى الدين الأرمنتى الفقيه الشافعى، كان من الصالحين الفقهاء العلماء العاملين، وتولى التدريس بمدرسة أسيوط سنين، وسافر من أسيوط فتوفى فى الطريق وحمل إلى مصر ودفن بسفح الجبل المقطم، وكان ممن يتبرك به الناس ويقصدون الدعاء منه وكان وفاته فى سنة سبع وتسعين وستمائة انتهى.
وذكر صاحب حسن المحاضرة أن منها سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتى الشافعى، ولد فى المحرم سنة أربع وأربعين وستمائة، واشتغل بقوص على المجد ابن دقيق العيد وأجازه بالفتوى، ثم ورد مصر فأخذ عن علمائها وصار فى الفقه من كبار الأئمة مع فضيلته فى النحو والأصول وتصدر للإقراء، وصنف كتاب الجمع والفرق، والمسائل المهمة فى اختلاف الأئمة، لسعه ثعبان بقوص فمات فى ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة رحمه الله تعالى.
وقد أنشأ الخديو إسماعيل باشا بأرمنت ديوان تفتيش لزراعته وفوريقة فرنساوية بعصارتين لعصر القصب وعمل السكر بأنواعه، وهى مستوفية الآلات والوابورات مثل فوريقة أبى كساء وغيرها، إلا أنه ليس بها وابور الروم الذى يستخرج به السبيرتو، فلذا ينقل منها العسل نمرة ثلاثة إلى فوريقة المطاعنة لاستخراجه هناك، ومتحصل الفوريقة يوميا ثمانمائة وثلاثة وثلاثون قنطارا من السكر الأبيض الحب، وأربعمائة وثمانية وعشرون قنطارا من السكر الأحمر الأقماع، ومائتان وأربعة عشر قنطارا من العسل، ولها سكك حديد زراعية لنقل القصب من الغيطان، وفرع متصل بها وبالنيل عند مرسى المراكب لنقل الآلات الواردة بطريق البحر، وفرع يوصل إلى المطاعنة وهناك على البحر وابورات لسقى المزروعات قوة كل ستون حصانا.