للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى كتب الفرنساوية أنها كانت زمن دخولهم هذه الديار تشرق فى غالب السّنين بسبب هجر الترع القديمة التى كانت تروى منها، وكان لا يزرع منها إلا جزء يسير وهو ما انخفض من أرض الشاطئ الذى فى شمال المدينة بمسافة قليلة، فلما شملتها عناية العائلة المحمدية بإحداث الترع والخلجان والجسور اللازمة، كما شملت غيرها من أراضى القطر أمن ربّها وتم خصبها وانصلحت الأراضى التى كانت قد كستها أيدى الإهمال جلابيب الرمال، حتى اضمحلت تلك البلاد وفارقها أهلها، وذلك أنه عمل لها ترعة الشماخية وجعل فمها قريبا من ناحية البصيلية فى قبلى إسنا بخمس ساعات فحصل منها النفع العظيم.

وفى شمال فم تلك الترعة ترعة قديمة متسعة يقال لها: القنان يظهر تجاه فمها فى مجرى النيل زمن التحاريق أحجار وصخور، ربما كانت أثر شلال أو رأسا جعلت قديما لتحويل النيل إلى ذلك الفم.

ويقال: إن هذه الترعة كانت لرى جزء من الأرض يقال له: وادى الجن بجوار أطيان إسنا وأسفون تبلغ مساحته قريبا من أربعين ألف فدان، ولما هجرت تلك الترعة زحفت الرمال على هذه الأرض فأفسدتها، ثم فى زمن المرحوم العزيز محمد على عملت لهذا الحوض ترعة أسفون الغربية فأصلحت بعضه، وفى مدة المرحوم سعيد باشا أعطيت أراضى الجن وأسفون والمطاعنة لدولتلو عبد الحليم باشا، ثم دخلت فى ملك حضرة الخديو إسماعيل ورتب لها بناحية المطاعنة وابور لسقى المزروعات الصيفية، وتجددت بها مساكن للخدمة والمهندسين والتلغرافية، ومن هذه الإنشاءات الخيرية حسنت أحوال أهالى تلك الجهات وانصلحت جميع أراضى وادى الجن وخلافها.