ونقل المقريزى عن القضاعى أن جبال الصعيد الواقعة على النيل ثلاثة، وهى جبل الكهف أو جبل الكف، وجبل طليمون، وجبل زناخير الساحرة، ووادى بوقير فى جبل من مديرية الأشمونين وفيه فى يوم معلوم من كل سنة تجتمع الطيور المسماة بوقير إلى آخر ما قال، وحقق كترمير أن جبل طليمون هو جبل زناخير الساحرة، وأنه على ما ذكر القضاعى على الشاطئ الشرقى من النيل بمديرية أسيوط وأن الدير الموضوع فى مقابلته من البر الثانى يسمى دير أبى صادر، وذكر أبو صلاح أن جثة هذا الراهب نقلت إلى ناحية شطب فى اليوم الخامس من شهر هاتور وحقق كترمير/أن أبا صادر لم يكن اسما له بل اسمه تيودور.
وذكر المقريزى أن ديرا بقرب أسيوط يسمى بهذا الاسم، وذكر أبو صلاح أن بقرب أسيوط على الشاطئ الغربى من النيل فى رأس الجبل ديرا باسم الجبل سوير منحوتا فى الصخر، وفيه صهريج يسع ألف قربة يملأ كل سنة من النيل، وفيه ثلاثون من الرهبان وطاحون وعدة أفران للخبز ومعصرة للزيت وبأسفله بستان فيه أنواع من الخضراوات وأشجار شتى كالزيتون والرمان والنخل، ويتحصل منه فى السنة شئ كثير يكفى مع ما يتحصل من الإحسانات لوازم الرهبان الذين كانوا لا يطلب منهم خراج ولا أموال، ثم فى زمن الأكراد رتب عليهم ذلك كما رتب على باقى بساتين الديورة.
وأما جبل الطير فهو فى مواجهة البيهو وسملوط ولم يزل مسمى بهذا الاسم إلى الآن، وهو على ما ذكره السياحون يمتد على شاطئ النيل نحو فرسخ فى اعتدال كالحائط وفى أعلاه دير البكرة، وأما دير الكف أو الكهف فهو فى الجبل الممتد فى الشرق أيضا بقرب أنصنا.