وفيها كما فى الجبرتى بستان أنشأه الأمير سليمان أغا السلحدار، وجعل له سورا وبنى به قصرا وسواقى، وأخذ الأحجار من الوكائل والدور التى هدمها من بولاق سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، وبها محل إقامة ناظر القسم وفى جهتها البحرية عصارة قصب بآلة بخارية للدائرة السنية، وبجوار العصارة من الشمال الشرقى محطة للسكة الحديد وبجوار المحطة وابور لسقى مزروعات القصب والقطن، وبالقرب من جهتها القبلية المحطة القديمة وورشة لعمل عربات السكة الحديد، ولها غير سوقها الدائم سوق مشهور كل يوم سبت يباع فيه المواشى وخلافها.
وهى من منابع الأفاضل والعلماء وإليها ينسب كما فى خلاصة الأثر محمد بن حجازى بن أحمد بن محمد الرّقباوى بفتح الراء والقاف الإنبابى، أحد شعراء العصر وأدباء الدهر، ولد بإنبابة ونشأ بمصر واشتغل برهة من الزمان بعلوم الأدب حتى فاق أقرانه فنظم ونثر ورحل إلى الحرمين وتوطنهما مدة ومدح الشريف زيد بن محسن بمدائح كثيرة بليغة، وكان يعطيه العطايا الجمة وجعل له فى كل سنة مرتبا ومعلوما. ثم توجه إلى اليمن فمدح أئمة بنى القاسم وانثالت عليه جوائزهم، وكان له اختصاص بمحمد بن الحسن وله فيه مدائح كثيرة وله باليمن شهرة عظيمة.
ومن شعره الشائع قصيدته التى عارض بها حائية ابن النحاس التى مطلعها:
بات ساجى الطرف والشوق يلح … والدجى إن يمض جنح يأت جنح