وكان فى غربى الخليج تجاه معسكر جوهر قرية تعرف بأم دنين، ثم عرفت بعد بالمقس، وهى الآن خط من أخطاط القاهرة، واقع عن يسرة من سلك من شارع كلوت بك إلى سكة الحديد، ممتدا إلى الشارع الواقع عليه جامع أولاد عنان. وكان الخليج فاصلا بينهما وبين الرملة المذكورة، وكان فيما بين قرية أم دنين والشاطئ الغربى فضاء لا بناء فيه، ثم صار بعد بناء القاهرة ميدانا توضع فيه الغلال، وسمّاه المقريزى ميدان القمح، وهو الآن من جملة خط باب الشعرية. وكان الواقف بهذا الفضاء يرى النيل عن يمينه من بعد إذا استقبل المغرب، وعن يساره بستان المقس - محل بركة الأزبكية وما بحذائها من الجهة القبلية - وبعده تلك البساتين إلى الفسطاط، وكان يرى بر الجيزة والقرى الواقعة عليه أمامه.
وكان من يسافر من الفسطاط إلى الشام من العسكر والتجار وغيرهم ينزل بطرف هذه الرملة فى الموضع الذى كان يعرف إذ ذاك بمنية الإصبغ، ثم عرف زمن الفاطميين بالخندق، والآن يعرف بقرية الدمرداش، ويقوم من منية الإصبغ إلى سلمنت وبلبيس، وبينها وبين الفسطاط أربعة وعشرون ميلا، ومن بلبيس إلى العلاقمة ثم إلى الفرما، ولم يكن هذا الدرب يعرف قديما، وإنما عرف بعد خراب تنيس والفرما.
وكان من يسافر من الفسطاط إلى الحجاز برا، ينزل بجب عميرة المسمى أولا ببركة الجب والآن ببركة الحاج - وكانت حافة الخليج الشرقية هى الطريق العام.
وكان القادم من الفسطاط إلى القاهرة يجد عن يمينه منازل العسكر - فى محل التلال التى نشاهدها الآن قريبا من باب السد - ثم يجد عدة ديور وكنائس موضع خط السيدة زينب ﵂، ثم بركة البغالة وبركة الفيل إلى سور القاهرة. وكانت العامة تجلس فى هذا الطريق أمام السور للتفرج على الخليج وما وراءه من البساتين والبرك.
وأما بر الخليج الغربى فكان بأوله بحرى قنطرة عبد العزيز بن مروان البستان الزهرى ممتدا إلى باب اللوق إلى جامع الطباخ، ويتصل به عدة بساتين إلى المقس، جميعها مطل على النيل، ولم يكن لبر الخليج الغربى كبير عرض، وإنما يمر النيل فى غربى البساتين على الموضع الذى يعرف اليوم باللوق، وأوله عند جامع الطباخ، ويمتد جهة الغرب إلى ساحل النيل.