للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وشجره أوّلا يكون أصلا واحدا ثم بعد ارتفاعه نحو مترين يتفرع إلى فرعين، ثم بعد ارتفاعهما نحو مترين يتفرع كل منهما إلى فرعين، وهكذا حتى يكون فروعا كثيرة. ويوجد كثير منه فى الجبال من غير زرع زراع، كما فى ناحية جهينة بالجبل الغربى من قسم سوهاج بمديرية جرجا، وكما فى ناحية القوصة بجبل الطارق من شرق أولاد يحيى بمديرية جرجا، ويوجد أيضا فى جزيرة العرب بأرض مكة، وثمره يعرف بالمقل المكى وهو أجود من المقل المصرى وأحلى، ومنه ما يوجد فى بلاد الأندلس لكن ثمره لا يتم نضجه قاله دساسى.

ونقل أيضا عن ابن البيطار عن أبى حنيفة أن الدوّم هو المقل، وهى شجرة تعبل وتسمو ولها خوص كخوص النخل وتخرج أفنانا فيها المقل، ويقال لخوصها الطفى والأسلم وهو قوى متين، يصنع منه حصر وغرائر، وثمره هو المقل والوقل، ورطبه البهش، ويبيسه الحشف، وتعمل منه السويقة وتسمى بالحسك قيل: إن الكهربا رطوبة تقطر من ورق شجر الدوم شبيهة بالعسل ثم تجمد، قاله صاحب السراج المغنى قال: وقد يوجد فى داخله الذباب، وقال ابن سينا: الكهربا صمغ شجر الجوز الرومى بالجيم والزاى، وهو صمغ كالسندروق بين الصفرة والبياض، وربما كان إلى الحمرة يجذب التبن والهشيم إلى نفسه، وأصله كلمتان كاه وربا أى سالب التبن.

وقال أيضا: شجرة الجوز الرومى تنبت فى النهر الذى يسمى ليردانوس له صمغ يسيل منه ويجمد فى النهر، وهو الذى يسمى أيلقطرون وهو الكهربا.

وحقق بعض الفرنج أن اسم تلك الشجرة الحور الرومى بالحاء والراء المهملتين، وفى ترجمة ديوسكوريدس الحور الرومى: هو الحور الأسود، وعلى هذا فهو حور إيطاليا وبلاد اللونبارديا، وقال بذلك ابن العوام أيضا فى كتاب الزراعة، وإن لفظ السندروق صوابه السندروس بالسين فى آخره، ونقل عن ابن سينا أنه صمغ شجرة فى الهند وقد تحقق أنها شجرة الكبال.