المختصرات، فيأتى عن آخره ويعمل وليمة. ثم توّجه إلى دمشق وناب فى الحكم وفى الخطابة، وولى إفتاء دار العدل، ثم تدريس الرواحية ونظرها، وتدريس الأمينية فاشتهرت فضيلته.
ثم مات ولده محمد، فكره الإقامة بدمشق وجاء إلى القاهرة، وقد اتسع حاله وتصدى للإفتاء والتدريس والتصنيف، وباشر وظائف الولى العراقى نيابة عن حفيده، ولبس لذلك تشريفا، وعين لتدريس الفقه بالمؤيدية، وحج فى سنة ثمان وعشرين وجاور التى بعدها، ونشر العلم أيضا هناك.
ثم عاد فى سنة ثلاثين وقد عين له بعناية ابن حجى تدريس الصلاحية ونظرها بالقدس، بعد موت الهروى فى آخر المحرم، فتوجه إليها وأقام بها قليلا، وانتفع به أهل تلك الناحية أيضا ولم ينفصل عنها إلا بالموت.
وكان إماما علامة فى الفقه وأصوله، والعربية وغيرها مع حسن الخط والنظم والنثر، والتودد ولطف الأخلاق، وكثرة المحفوظ والتلاوة والوقار.
ومن تصانيفه: شرح البخارى فى أربع مجلدات، وشرح العمدة، وله أيضا منظومة فى أسماء الرجال، وألفية فى أصول الفقه وشرحها، ومنظومة فه ى الفرائض، وشرح لامية الأفعال لابن مالك، والبهجة الوردية، وزوائد الشذور.
وعمل مختصرات فى السيرة النبوية، وكتب عليها حاشية، ولخص المهمات للإسنوى، ولم يزل قائما بنشر العلم تصنيفا وإقراء حتى مات يوم الخميس الثانى والعشرين من جمادى الثانية سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، ببيت المقدس، رحمه الله تعالى، انتهى.