وتجتمع الناس فى بوباسط ويقيمون بها الأيام المعتادة، ويقربون هناك القرابين، ويكثرون من شرب نبيذ العنب، حتى يستهلك من هذا الصنف فى تلك الأيام أكثر مما يستهلك فى جميع السنة، إذ يجتمع هناك من النساء والرجال نحو سبعمائة ألف نفس غير الأطفال.
ويجتمع فى بوصير أيضا خلق كثير، وعادتهم بعد تقريب القرابين أن يظهروا علامات الحزن ويلطموا خدودهم/ولا يبينوا سبب ذلك، ويمتاز اليونانيون القاطنون بمصر عن غيرهم بشدة الحزن، فإنهم يقطعون جباههم بسيوفهم.
وفى مدينة صا الحجر تذبح القرابين فى ليلة مخصوصة، وكل منهم يوقد عند بيته قنديلا، وهو وعاء فيه فتيلة تملأ زيتا وملحا، فيستمر مسرجا طول الليل، ويسمى هذا العيد عيد القناديل، ومن لم يحضر الموسم من المصريين يوقد القناديل على بيته تلك الليلة فيعم ذلك كثيرا من بلاد مصر.
ويكتفى فى مدينة عين شمس ومدينة بوطو بتقريب القرابين، وكذلك فى مدينة بابرميس. ولكن متى مالت الشمس إلى الغروب يجتمع بعض القسيسين حول تمثال المقدس، ويقف بعض آخر على باب المعبد أمامهم نحو ألف رجل بأيديهم نبابيت، والتمثال فى خزانة من خشب مذهب، والعادة أن ينقل ليلة المولد إلى خزانة أخرى فيضعه القسيسون الذين حوله على عربة بأربع عجلات، ويشرعون فى جره فيمتعهم القسيسون الواقفون على الباب، فيأتى أرباب النبابيت ويمنعون المانعين ويساعدون الأولين على جره، فتحصل من ذلك مضاربة وشجوج وجراحات، وأنكر المصريون حصول شئ من المضاربة والجراح.
قال المقريزى فى رسالته على قبائل العرب:«إن بسطة من جملة المدن التى أعطيت للعرب الذين كانوا موجودين عند فتح مصر».
وفى دفاتر التعداد هى وكفورها معدودة من إقليم قليوب، وهى بعيدة عن النيل بسبعة