الطريق توصل إلى دير المقدس أنطوان المعروف بدير بوش، ويتوصل إليه أيضا من جهة اطفيح، ومن جهة دير الميمون، وذلك الدير قريب من البحر الأحمر.
والمرمر المستخرج من ذلك الجبل يوجد به كثير من السوس وتؤثر فيه العوارض الجوية، وهو على ألوان، فبعضه معرق وأغلب لونه الصفرة والخضرة، وهو أقل جودة مما يستخرج من محجر أسيوط، الذى أنعم به العزيز محمد على، على سليم باشا السلحدار.
ويعلم مما ذكره أنطونان فى خططه، أن مدينة بنى سويف هى فى محل مدينة سينى، وأن البعد الذى كان بين سينى وبين أزيو-التى هى الزواية-عشرون ميلا، كما أن هذا القدر بعينه كان بين سينى وتاكونا، وهو عبارة عن تسعة وعشرين ألف متر وخمسمائة متر.
ويظهر أن مدينة سينى حدثت بعد خراب مدينة هيركليوبوليس، فلعلها كانت فى الأصل موردة لها ثم خلفتها بعد خرابها، كما حصل ذلك لمدن كثيرة كمدينة أبولونو بوليس فإنها كانت موردة لمدينة أبيدوس، ثم صارت مدينة سينى كلما انحطت هيركليوبوليس/تأخذ هى فى الزيادة حتى كانت رأس المديرية، ولفظ سينى ربما دل على ذلك لأن معناه الجديدة ولم يكن بالقرب منها إلا مدينة هيركليوبوليس، انتهى.
وفى الضوء اللامع (١) للسحاوى، أن هذه القرية كانت تعرف قديما ببنمسوية ثم اشتهرت ببنى سويف، وبعد أن كان ينسب إليها بالبنمساوى، بكسر الموحدة والنون وسكون الميم ثم مهملة، صار يقال فى النسبة إليها السويفى.