للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتصدى للتأليف، فألف: شرح مختصر خليل واقتصر فيه على الراجح من الأقوال، ومتنافى فى فقه المذهب سماه «أقرب المسالك لمذهب مالك»، وشرحه بشرح جليل، ربما كان أجل من شرحه لمتن سيدى خليل، ورسالة فى متشابهات القرآن، ونظم الخريدة/السنية فى التوحيد وشرحها، ورسالة فى المعانى والبيان، ورسالة أفرد فيها طريقة حفص، ورسالة فى المولد الشريف، ورسالة فى الاستعارات، وأخرى على آداب البحث، ورسالة جعلها شرحا على رسالة قاضى مصر عبد الله أفندى المعروف بطرطر زاده، فى قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ (١) الآية، وله غير ذلك.

ولما توفى الشيخ الصعيدى تعين المترجم شيخا على المالكية، ومفتيا وناظرا على وقف الصعائدة، وشيخا على طائفة الرواق، ولم يزل على ذلك حتى توفى فى سادس شهر ربيع الأول من سنة إحدى ومائتين وألف، ودفن بزاويته التى أنشأها بخط الكعكيين بجوار ضريح سيدى يحيى بن عقب، وقد أنشأها بعد عودته من الحج فى سنة تسع وتسعين ومائة وألف. ومن غريب ما اتفق له أن تاريخ موته جمل جملة «».

ومما اتفق له كما فى الجبرتى أيضا (٢)، أنه كان بطنتدا لزيارة سيدى أحمد البدوى فى وقت المولد المعروف بالشرنبابلية، وكان ذلك فى منتصف جمادى الثانية من سنة مائتين وألف، وكان هناك على جارى العادة كاشف المنوفية والغربية فعسفوا بالناس وجعلوا على كل جمل يباع فى المولد نصف ريال فرانسة، وأخذوا جمال الأشراف وكان ذلك أواخر أيام المولد، فذهبوا إلى الشيخ الدردير وشكوا إليه ما حل بهم، فأمر الشيخ بعض أتباعه بالذهاب إليه فامتنعوا، فركب الشيخ بنفسه وتبعه جماعة كثيرة من العامة، فلما وصل إلى خيمة كتخدا الكاشف دعاه فحضر إليه-والشيخ راكب على بغلته-فكلمه ووبخه وقال أنتم ما تخافون من الله، وفى أثناء كلام الشيخ مع كتخدا الكاشف هجم على


(١) سورة الأنعام، آية ١٥٨.
(٢) تاريخ الجبرتى، المرجع السابق، ج ٢، ص ١١١.