الكبار والثياب المحبرة وكان ما يعمل بها من الستور يبلغ طول الستر الواحد منه ثلاثين ذراعا وقيمة الزوج منه مائتا مثقال ذهب وإذا صنع بها شئ من الستور والأكسية والثياب من الصوف أو القطن فلا بد أن يكون فيها اسم المتخذله مكتوبا على ذلك مضوا جيلا بعد جيل.
وقيل إنه كان فى إقليمها مائة وعشرون قرية غير الكفور، وقبط مصر مجمعون على أن المسيح وأمه كانا بالبهنسا ثم انتقلا عنها ورجعا إلى القدس وقال بعض المفسرين فى قوله تعالى فى المسيح وأمّه «وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَ مَعِينٍ»(١) الربوة البهنسا ا. هـ.
وكانت تلك المدينة وقت فتح المسلمين بلاد مصر عالية الجدران حصينة الاسوار والبنيان منيعة الأبراج والأركان وكان لها أبواب أربعة إلى الجهات الأربعة البحرى يقال له: باب قندس، والغربى باب الجبل والقبلى باب توما وكان لكل باب ثلاثة أبراج بين كل برجين شرفات وكان بها أربعون رباطا وكنائس وقصور فلما أخذت بالفتح تغيرت معالمها واندرس كثير من آثارها وتجددت بها آثار إسلامية فكانت من أعظم بلاد مصر وكان بها مساجد كثيرة وآثار البلد القديمة فيما حكاه الفرنساوية لم يظهر منها إلا القليل كبعض أعمدة وقطع حجارة ورخام وأكثر أعمدة الجوامع القديمة أخذت من كنائسها وهى معابد المصريين الأول، فلو أزيلت الرمال لظهر من آثارها أشياء كثيرة تنبئ عن تواريخ مدة الرومانيين واليونان وغيرهم، لأن هذه المدينة كانت عرضة للتقلبات زيادة عن غيرها وكانت من أعظم المراكز فى زمن النصرانية ا. هـ.
وفيما بعد كان لها ولأعمالها حراج وأشجار كثيرة تؤخذ لعمل المراكب ونحوها كما كان مثل ذلك فى جهات كثيرة من الوجه القبلى.