قال ابن عبد الظاهر: واتفقت جماعة على أن الذى يشتمل عليه مبيعها فى السنة من زهر وثمر نيّف وثلاثون ألف دينار، وأنها لا تقوم بمؤنها على حكم اليقين لا الشك. وكان الحاصل بالبستان الكبير المحصّن إلى آخر الأيام الآمريّة (١)، وهى سنة خمسمائة وأربع وعشرين يبلغ ثمانمائة وأحد عشر رأسا من البقر، ومن الجمال مائة وثلاثة رؤوس، ومن العمال وغيرهم ألف رجل
وذكر أن الأشجار التى كانت فى سور البساتين من سنط وجميز وأثل من أول حدّها الشرقى - وهو ركن بركة الأرمن - مع حدّها البحرى والغربى جميعا إلى آخر زقاق الكحل فى هذه المسافة الطويلة سبعة عشر ألف ألف ومائتا شجرة، مع أن حدّها القبلى لم يسور، وذكر أن السنط تغصن حتى لحق بالجميز فى العظم، وأن معظم قرظه يسقط فى الطريق، فيأخذ منه الناس، ويباع منه بعد ذلك بأربعمائة دينار، وتكلّم على ذلك كثيرا فانظره هناك (اه).
قلت: ويظهر من هذا أن البساتين الموجودة أمام بوابة الحسينية وتمتد إلى الدمرداش والمطرية، وكذا الأرض المزروعة فيما بين هذه البساتين والخليج، هى من حقوق هذه البساتين، وصارت قطعا، وامتلكها الناس ولله عاقبة الأمور.
والآن (أعنى فى سنة تسع وتسعين ومائتين وألف) خط الحسينية هو ما كان خارجا عن باب الفتوح، واسمه إلى الآن باق لم يتغير، وهو خط كبير عامر مشتمل على شوارع ودروب وحارات بها الدور والوكائل والدكاكين الغاصّة بالبضائع، وبها كثير من الجوامع والزوايا وغير ذلك.
ولنتكلم الآن على الأقسام العشرين التى وعدنا بها واحدا بعد واحد على الترتيب، معتبرين الابتداء من جهة بوّابة الحسينية فنقول:
(١) فى الطبعة الأولى «الأميرية» والتصحيح لأحمد تيمور.