للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن العادة أن هذه المصاطب أى المقابر، كان يبنيها الميت قبل موته ويزخرفها كما يحب، وقال ديودور الصقلى كان المصريون يسمون مساكنهم الدنيوية مضايف ويسمون مقابرهم البيوت الدائمة وهذا هو السبب فى تقويتها وزيادة متانتها وجميع الرسوم المصورة فى الأماكن التى يتيسر الوصول إليها صور لأحوال دنيوية فانية، وأما ما يتعلق بالحياة الروحانية الدائمة فكانوا يرسمونه فى الأماكن الخفية البعيدة عن الوصول إليها ففى الجدث نفسه الذى فيه مومية الميت توجد الأدعية على حسب الديانة والصور التى فيه كلها برزخية للأرواح المجردة انتهى.

ثم بالهمم الخديوية قد أجرت مصلحة الانطقخانة كشف الرمال عن محلات كثيرة عتيقة كانت مجهولة فى الأزمان السابقة ووجدت آثار كثيرة أفصحت عن حوادث من تاريخ مصر، وهى الآن بخزانة التحف ببولاق والسياحون يركبون السكة الحديد من محطة إنبابة أو الجيزة إلى محطة البدرشين، ومن هناك يركبون الدواب وبعد سيرهم مسافة قليلة يصلون إلى السيرابيوم، وكان سجن يوسف ببوصير الجيزة كما فى خطط المقريزى ونصه:

قال القضاعى سجن يوسف ببوصير من عمل الجيزة أجمع أهل المعرفة من أهل مصر على صحة هذا المكان وفيه أثر نبيين أحدهما يوسف سجن به المدة التى ذكر أن مبلغها سبع سنين، وكان الوحى ينزل عليه فيه، وسطح السجن موضع معروف بإجابة الدعاء، يذكر أن كافور الاخشيدى سأل أبا بكر الحداد عن موضع معروف باجابة الدعاء ليدعو فيه، فأشار عليه بالدعاء على سطح السجن، والنبى الآخر موسى ، وقد بنى على آثاره مسجد هناك يعرف بمسجد موسى

أخبرنا أبو الحسن على بن ابراهيم الشرفى، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن الورد وكان قد هلكت أخته وورث منها مورثا وكنا نسمع عليه دائما وكان لسجن يوسف وقت يمضى فيه الناس إليه يتفرجون عليه، فقال لنا يوما يا أصحابنا هذا أوان السجن ونريد أن نذهب إليه وأخرج عشرة دنانير فناولها لأصحابه وقال لهم: ما اشتهيتموه فاشتروه، فمضى أصحاب الحديث واشتروا ما أرادوا، عدينا يوم أحد الجيزة كلنا وبتنا فى مسجد همدان، فلما كان الصباح مشينا حتى جئنا إلى مسجد موسى عليه