أباح المسلمون القطع فيه … كسراق النّضار أو اللّجين
فقال:
ألا يا ذا الحجا من قد تعالى … على الأقران فوق الفرقدين
بعلم زائد كالبحر ينمو … بلا نقص ولم يوصف بمين
فخذ منى جواب اللّعز إنى … قدحت الفكر فيه قدحتين
فأورى زنذ فكرى لى جوابا … أحب إلىّ مما فى اليدين
فبع خمساه ياسؤلى وصحف … بماضى البيع شبه الحاجبين
/وزعم أنه شرح الحاوى، وهو ممن تكسب فى سوق النساء تحت الربع بجوار إسمعيل بن المعلى وحج، ولما قدم حبيب الله اليزدى أكثر من ملازمته مغتبطا به فى الفلسفة وغيرها وكلماته أكثر من فضله انتهى. ولم يذكر تاريخ وفاته.
وفى سنة إحدى ومائتين وألف كانت تلك القرية كما فى الجبرتى جارية فى التزام الأمير أحمد كتخدا المعروف بالمجنون، وبنى بها قصرا وأنشأ بجانبه بستانا يجلب من ثماره إلى مصر للبيع والهدايا، والناس يرغبون فيها لجودتها وحسنها عن غيرها، وكذلك أنشأ بستانا بجزيرة المقياس فى غاية الحسن وبنى بجانبه قصرا يذهب إليه بعض الأحيان، ولما حضر حسن باشا القبطان إلى مصر ورأى هذا البستان أعجبه فأخذه لنفسه وأضافه إلى أوقافه، وكان المترجم من الأمراء المعروفين والقرانصة المشهورين وهو من مماليك سليمن جاويش القازدغلى ثم انضم إلى عبد الرحمن كتخدا وعرف به، وأدرك الحوادث والفتن الشديدة ونفى مع من نفى فى إمارة على بيك الغزاوى فى سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف إلى بحرى ثم إلى الحجاز وأقام بالمدينة المنورة اثنتى عشرة سنة ثم رجع إلى الشام وأحضره محمد بيك أبو الذهب إلى مصر وأكرمه ورد إليه بلاده وأحبه واختص به وكان يسامره ويأنس بحديثه ونكاته، فإنه كان يخلط الهزل بالجد ويأتى بالمضحكات فلذا سمى بالمجنون.