أخاه شرارة إلى بولاق فقبض على ابن المعرّف وأنزله فى المركب وقتله ورماه فى البحر بسبب تعرّض المعرف لمراكبه كغيرها من مراكب الأهالى فطلع المعرف إلى باب العزب وأخبره بقتل ولده، وإن حبيبا هجم على مركب والى البحر وأخذ ما فيها، وكان المعرف ووالى البحر كلاهما من باب العزب، وكان الناس إذ ذاك يكتبون أنفسهم فى البلكات حماية فشكا العسكر حبيبا إلى حمزة باشا وكان حبيب من سكان هذه القرية فأرسل الباشا إليه تجريدة للقبض عليه وجعل عليها قانصوه بيك تابع غطاس بيك الدفتدار الساكن بقناطر السباع وكان فى التجريدة طائفة من الينكشارية وطائفة من العزب والدلاة فنزلوا فى البحر وطلعوا بناحية دجوة وأغاروا عليها فلم يجدوا بها حبيبا فنهبوها وأفحشوا فى أهلها ثم رجعوا إلى مصر من غير قبض على حبيب وكان من الطغاة العتاة.
وفى شهر رجب سنة ثمان وتسعين وألف وردت تذكرة من عند أغاة الغلال ببولاق إلى حمزة باشا مضمونها أنه ورد له خبر من حبيب يقول له: إنك تخلى سبيل جميع المراكب التى فى حمايتى وإلا حضرت إليك وأخذت مراكب الساحل ونهبتها وفى ثامن عشر ذلك الشهر نزل حمزة باشا من القلعة ومعه طائفة من العسكر إلى ناحية دجوه وأمر على مصر المحروسة حسين بيك فجعله قائم مقام عنه وأمر خليل أغاة الينكشارية أن يطوف بمصر نهارا وكتخدا الينكشارية يجلس ليلا بالغورية وألاى جاويش الينكشارية يجلس ليلا بحوش الديوان وطائفة العرب يحرسون ليلا بقرا ميدان، وتوجه إلى دجوة ومعه الأغوات الطواشية وطائفة المتفرقة والجاووشية والأسباهية والصناجق وبصحبته ست مدافع وأقام بناحية دجوة إلى غاية شهر رجب ثم رجع من غير بلوغ مراده من حبيب انتهى.
قال صاحب قلائد العقيان فى مفاخر آل عثمان: وهو الشيخ إبراهيم بن عامر العبيدى من بنى عبيد قرية بالبحيرة المالكى سبط الحسين أن حادثة حبيب هذه ونزول حمزة باشا إليه هى المقدمة لما يحدث فى آخر القرن من الحوادث العظيمة وذلك أنه أخرج الحافظ السيوطى فى تاريخه:
قال حدثنا القزوينى: قال حدثنا خلف بن الوليد حدثنا المبارك بن فضالة عن على