والتحم الحرب وانهزم العربان شر هزيمة، وقتل منهم الرجال وأسرت النساء، ومن وقتئذ تفرقت العربان وخمدت جمرتهم.
ثم إن حصن الدين بعد أن جمع ما بقى من أصحابه أرسل للمعز يطلب الصلح والدخول تحت الطاعة، فقبل منه المعز ذلك وواعده باقطاعات له ولرجاله على أن يكونوا من ضمن الجيش ويحاربوا معه الأعداء، فاغتر حصن الدين وظن أن الأتراك لا يستغنون عنه فى محاربة الناصر، وقام وسار برجاله إلى بلبيس فلما قرب من خيمة الملك ترجل عن فرسه فلم يلبث أن قبض الجند عليه وعلى من معه وكانوا نحوا من ألفى فارس وستمائة راجل، ونصبت لهم المشانق فيما بين بلبيس والقاهرة وصلبوا جميعا إلا الأمير حصن الدين فإنه أرسل به إلى سجن الأسكندرية وبقى به.
وأمر الملك المعز بازدياد القطيعة المضروبة على العرب وأن يزاد فى القود على المعتاد وأن يعاملوا بالشدة والقسوة، فذلت العرب وضعفوا وانكسرت شوكتهم ونقص عددهم إلى الغاية.
قال: والقود هو ما يبعث به إلى الملوك من نحو الخيل والإبل والحيوانات العزيزة. يقال: وصل بالقود وجهز القود على العادة وبعث القود اثنى عشر فرسا ونحو ذلك ا. هـ.
وفى رسالة المقريزى أنه بعد وقعة دروط مضى الأتراك إلى ناحية سخا بالغربية وقد اجتمع هناك بنو سنبس ولواتة ومن معهم فاوقع الأتراك بهم وقعة شنيعة قتلوا فيها رجالهم وسبوا نساءهم ونهبوا أموالهم، فذلت سنبس من يومئذ وقلت وتفرقت بالغربية.
وسنبس بطن من طى ينسبون إلى سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو ابن الغوث بن طى، وفى سنبس أفخاذ وعشائر.
ثم قال: وكانت سنبس تنزل بفلسطين والدوارم قريبا من غزة وكثروا هناك واشتدت وطأتهم على الولاة وصعب أمرهم، فبعث الوزير ناصر الدين أبو محمد الحسن بن على بن عبد الرحمن البازورى إليهم فى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة يستدعيهم وأقطعهم البحيرة من أراضى مصر، وكانت البحيرة يومئذ منازل بنى قرة من