بعد الألف، ونهبوها وقتلوا كثيرا من أهلها-كما فعلوا فى بنى عدى وقرى كثيرة-، وسببه:
أن ورد عليهم رجل مغربى يدعى أنه المهدى وصحبته نحو ثمانين رجلا، فكان يكتب إلى البلاد يدعوهم إلى جهاد الافرنج ويحرضهم عليه، فكان ممن لاذ به أهل دهشور فوقع بهم من الإفرنج ما وقع ولم ينفعهم المغربى بشئ. ا. هـ.
ثم فى غربى دهشور قرية صغيرة، يقال لها الزاوية، بحافة الجبل. وشجر السنط كثير هناك ممتدّ إلى قرب سقارة، وأكثر الفحم الوارد من بر الجيزة يأتى من هناك.
وكانت محطة لقافلة الفيوم قبل حدوث السكة الحديد، فكانت القافلة الواردة من الفيوم إلى مصر وبالعكس تنزل هناك، وفى وقت الفيضان كانت المحطة فى غربيها؛ بالمحل المعروف بالفجة قبلى قرية المنشاة، وليست الفجة بلدا مسكونة، وإنما هى محل به قهاو وبيع. وكانت القافلة تقوم من الفيوم وتجتمع فى ناحية طمية، الواقعة فى آخر الفيوم من الجهة البحرية، وتقوم من طمية فتحط فى دهشور، ومن دهشور إلى مصر، ومنهم من لا ينزل فى دهشور وتمر فى سيرها على منشأة دهشور من شرقى اللبينى، ثم على ميت رهينة، ثم على ناحية العجزية، ثم على منيل شيحه، ومن هناك تعدى فى معادى الخبيرى قبل الفسطاط بأقل من ساعة. وفى زمن الفيضان تمر القافلة بعد نزولها بالفجة على سقارة فى طريق الجبل، ثم تنعطف إلى جهة الشرق على جسر سقارة، ثم على جسر ساحل البحر إلى العجزية، ثم إلى المنيل كذلك. ومدة هذا السير نحو خمس عشرة ساعة، وهذه الطريق مستعملة إلى الآن لكنها ليست كحالها قبل سكة الحديد. والمسافة فى الجبل، من طمية إلى منيل شيحه، منقسمة أربعة أرباع:
الأول، يسمى ربع الدكاكين، وأغلبه من أرض وردان، وكان سابقا معمورا وبه آثار تدل على ذلك، وبعضهم يسميه ربع الشعير.
والثانى، يسمى أبا الحمل، به كوم من زلط، تقول الناس أنه دفن به ساع يسمى أبا الحمل.