الإسلام بقية المجتهدين المجتهد المطلق، ولد بسبك من أعمال المنوفية فى صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة وتفقه على ابن الرفعة وأخذ الحديث عن الشرف الدمياطى والتفسير على العلم العراقى والقراءات على التقى بن الرفيع والأصول والمعقول على العلاء الباجى والنحو عن أبى حيان، وصحب فى التصوّف الشيخ تاج الدين بن عطاء الله، وانتهت إليه رئاسة العلم بمصر.
قال الإسنوى: كان أنظر من رأيناه من أهل العلم ومن أجمعهم للعلوم وأحسنهم كلاما فى الأشياء الدقيقة وأجلدهم على ذلك.
وقال الصلاح الصفدى: الناس يقولون ما جاء بعد الغزالى مثله، وعندى أنهم يظلمونه بهذا، وما هو عندى إلا مثل سفيان الثورى.
وقال ابنه فى «الترشيح»: قال الشيخ شهاب الدين بن النقيب صاحب «مختصر الكفاية» وغيرها من المصنفات: جلست بمكة بين طائفة من العلماء وقعدنا نقول: لو قدر الله تعالى بعد الأئمة الأربعة فى هذا الزمان مجتهدا عارفا بمذاهبهم أجمعين يركب لنفسه مذهبا من الأربعة بعد اعتبار هذه المذاهب المختلفة كلها لازدان الزمان به وانقاد الناس له فاتفق رأينا على أن هذه الرتبة لا تعدو الشيخ تقى الدين السبكى ولا ينتهى لها سواه.
وله مصنفات جليلة فائقة حقها أن تكتب بماء الذهب لما فيها من النفائس البديعة والتدقيقات النفيسة منها «الدر النظيم فى تفسير القرآن العظيم» و «تكملة شرح المهذب» للنووى، و «الابتهاج فى شرح المنهاج»، وصل فيه إلى الطلاق، و «الرقم الإبريزى شرح مختصر التبريزى»، و «التحقيق فى مسألة التعليق»، و «رفع الشقاق فى مسألة الطلاق»، «وأحكام كل وما عليه تدل» و «بيان حكم الربط فى اعتراض الشرط على الشرط» و «شفاء السقام في زيارة خير الأنام» و «السيف المسلول على من سب الرسول» و «التعظيم والمنة