وكسر، جميعها مأمونة الرى جيدة المتحصل، ويزرع فيها الزرع المعتاد والقطن وقصب السكر، وأنواع الخضر مثل القلقاس والباذنجان بنوعيه، وينسج فيها الثياب السرساوية من القطن الفرنجى والصوف الجيد، ولأهلها معرفة تامة بتربية دود الحرير.
وعدد أهلها ذكورا وإناثا ثمانية آلاف نفس واثنان وثلاثون نفسا، ومنهم أرباب حرف كالنجار والحداد والحائك والتاجر، وترقى منها فى المعارف والرتب الديوانية جماعة كثيرون، منهم حسن أفندى رأفت يوزباشى فى هندسة الطوبجية، ومثله محمد أفندى أنور ووالده إبراهيم أفندى على يوزباشى بوظيفة حكيم فى سلخانة مصر، وإسماعيل أفندى فائز، ويقتنى فيها جياد الخيل والبغال والحمير والأنعام.
وفيها مقامات كثير من الأولياء كمقام سيدى محمد الأمير يقولون إنه وزير أمير الجيش السلطان محمد شبل، ومقام أبى البركات صاحب الجامع المتقدم، وسليمان الكورانى، ويوسف الكورانى وسيدى محمد الظاهر وغيرهم.
ومنها جماعة من أفاضل العلماء، منهم الشيخ موسي السرسى أحد أعضاء المجلس الكبير، الذى كان رتبه بونونبرت بمصر للنظر فى الدعاوى وجعل رئيسه الشيخ عبد الله الشرقاوى، وكاتم سره وباش كاتبه الشيخ محمد المهدى، ومن أعضائه الشيخ خليل البكرى نقيب السادة الأشراف، والشيخ مصطفى الصاوى، والشيخ سليمان الفيومى المالكى، والشيخ محمد الدواخلى الشافعى، والشيخ محمد الأمير مفتى السادة المالكية والشيخ محمد العريشى، والشيخ مصطفى الدمنهورى، والمترجم، والشيخ موسى السرسى الشافعى، ومنها الشيخ محمد السرسى المشهور بالقراءات السبع فى الجامع الأزهر، توفى سنة ثلاث وثمانين من القرن الثالث عشر، وتلقى عنه علم القراءات خلق كثيرون، وكان مكفوف البصر.