عبد الحق، ولد فى أحد الجمادين سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بسنباط، ونشأ بها فحفظ القرآن و «المنهاج الفرعى»، ثم أقدمه أبوه القاهرة فقطنها وحفظ «العمدة» و «الألفيتين» و «الشاطبيتين» و «المنهاج الأصلى» و «تلخيص المفتاح»«والخزرجية» وجدّ فى الاشتغال فأخذ الفقه عن المناوى والعبادى والجلال البكرى، والعربية عن الأبدى والنور الوراق والسنهورى وغيرهم، والصّرف عن التقى الحصنى والعز عبد السلام البغدادى، والمعانى والبيان عن الشروانى، والفرائض والحساب عن السيد على الفرضى، وجل انتفاعه بالتقى الحصنى ثم بالشمنى، وأجاز له غير واحد فى الإفتاء والتدريس، ونزل فى جهات متعددة كالسعدية والبيبرسية والأشرفية والباسطية وخانقاه سرياقوس مع مباشرة وقفها، وولى إمامة المسجد الذى جدده الظاهر جقمق بخان الخليلى، وتدريس الحديث بالقبة البيبرسية ومشيخة الصوفية بالأزبكية، وناب فى تدريس التفسير بالمؤيدية عوضا عن الخطيب الوزيرى حين حج، وكذا بقبة المنصورية عن ولد النجم بن حجى، وتصدى للإقراء بالأزهر وغيره، وكثر الآخذون عنه، وحج مع أبيه فى البحر وسمع هناك يسيرا، ثم حج بعده فى سنة اثنتين وثمانين، وجاور بمكة التى تليها ثم بالمدينة النبوية التى تليهما ثم بمكة ثانيا، وأقرأ الطلبة بالمسجدين فنونا كثيرة، بل قرأ فى جانب الحجرة النبوية «القول البديع» وغيره، ثم رجع واستمر على الإقراء، وربما تردد لأبى البركات ابن الجيعان نائب كاتب السر فى الإقراء، وبواسطته استقر فى مرتب الجوالى وكذا تردد لغيره، وربما أفتى وهو على طريقة جميلة فى التواضع والسكون والعقل وسلامة الفطرة وفى ازدياد من الخير، بحيث إنه الآن أحسن مدرسى الجامع، انتهى. ولم يذكر تاريخ موته، رحمه الله تعالى.
وولد بها أيضا كما فى «الضوء اللامع» عبد العزيز بن يوسف بن عبد الغفار ابن وجيه بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الصمد بن عبد النور العز ابن الجمال التونسى الأصل السنباطى ثم القاهرى الشافعى، ويعرف أولا بالمنهاجى ثم بالسنباطى، ولد فى سنة تسع وتسعين وسبعمائة تقريبا بسنباط ونشأ بها فقرأ