هذه المادة بعيد جدا، وربما كانت سارية إلى تلك الجهة من قار البحر الميت، وأن هذا القار السائل الذى يرشح من جبل الزيت إما منقول إليه، أو مقذوف فيه بالأمواج.
وقد ذكروا فى كيفية تكون زيت الحجر فى الأرض وجوها حدسية ظنية، منها أنه يجوز أن يكون ناشئا عن تحلل مواد أعضاء الحيوانات أو النباتات، بدليل احتوائه على مقدار عظيم من الكربون الداخل فى تركيبه العنصرى، فإن المائة جزء منه مركبة من ٨٧،٨٦ كربون، ومن ١٢،١٤ أيدروجين، فالنباتات البحرية والحيوانات الهلامية، التى كانت على شواطئ البحار الأصلية فى الأزمان القديمة ربما كانت قد تحللت أعضاؤها من الحرارة تحللا طبيعيا؛ فتولدت الزيوت المعدنية من ذلك بطريق التقطير، كالتقطير فى الأوانى المسدودة المحكمة السد، والظاهر أن هذا التحلل البطئ المستمر للنباتات والحيوانات قد حصل فى تجاويف الصخور التى كانت لها كالقبور، فبواسطة تأثير درجة من الحرارة شديدة جدا مع ضغط عظيم تولدت منها أنواع من الزيوت، كان زيت الحجر أنموذجا لها، وزيت الحجر الموجود بهذا الجبل هو كربورايدروجين، سائل ذو قوام ولون أسود ورائحة قارية وكبريتية، ووزنه النوعى الذى هو من ٠،٩٦٠ يحترق ويلتهب أحمر، ويحدث كمية عظيمة من الدخان الأسود الكثيف. قال جاستنيل بك: وقد علم من التحليل الذى أجريناه أن زيت الحجر المذكور مركب من خمس مواد هى: