عظيمة بحارة درب الأغوات، واستمر على ذلك إلى أن وردت الفرنساوية إلى مصر، فخرج مع من خرج هاربا إلى الشام، ثم رجع إلى مصر، ولم يزل بها إلى أن تمرّض ومات سنة ثمانى عشرة ومائتين وألف. (انتهى). وهذه الحارة هى التى عبر عنها المقريزى بحارة المنتجبية، فقال: بلغنى أن رجلا كان يتحجّب لشمس الدين قاضى زاده كان يقول إن هذه الخطة منسوبة لجده منتجب الدولة. (انتهى).
(قلت): وكان عند رأس المنتجبية حارة تعرف بالمنصورية. قال المقريزى: كان موضع المنصورية على يمنة من سلك فى الشارع خارج باب زويلة، وهى إلى جانب الباب الجديد الذى يعرف اليوم بالقوس الذى عند رأس المنتجبية فيما بينها وبين الهلالية. (انتهى).
يعنى أنها كانت على يمين السالك من شارع قصبة رضوان إلى حارة الدالى حسين، وسنتكلم عليها عند الكلام على حارة القربية وما جاورها.
وذكر السخاوى فى كتابه «تحفة الأحباب» عند الكلام على مدرسة إينال المعروفة الآن بجامع إينال الذى بالخيمية أنها فى جنوب الحارة المنصورية. (انتهى). فدلّ ذلك على أن قصبة رضوان والقربية من حقوق الحارة المنصورية.
وذكر المقريزى أيضا عند الكلام على دار التفاح أن موضعها فى القديم من جملة حارة السودان التى هى الحارة المنصورية، ودار التفاح هذه كانت تجاه باب زويلة، فتبين من مجموع ما نقلناه أن القربية وما يتبعها مما على يمنة السالك فى قصبة رضوان هو الحارة المنصورية.
- حارة درب القصير على يمين المارّ بالشارع، وليست نافذة، وبها ضريح سيدى القصيرى، وكان ما بين هذه الحارة وبين عطفة مراد بيك التى بأوّل شارع الحلمية يعرف بخط جامع قوصون، وقبل بناء هذا الجامع كان يعرف بخط خارج الباب الجديد.
- عطفة المحكمة على يمين المارّ بالشارع، ويسلك منها لشارع محمد على، وعلى رأسها سبيل يعلوه مكتب، وبها دار على أغا اليسرجى التى أصلها دار المرحوم خورشد باشا المعروف بأبى طبيخ اشتهر بذلك لحبه التوسعة فى المأكول. مات فقيرا مديونا، وبيعت داره هذه فاشتراها على أغا المذكور.
(قلت): ويظهر أن هذه الدار هى دار السيد إسماعيل بن مصطفى الكماخى الذى ذكره الجبرتى فى ضمن ترجمة المقرئ المحدّث الشيخ عبد القادر بن خليل بن عبد الله، الرومى الأصل المدنى المعروف بكدك زاده، المتوفى سنة سبع وثمانين ومائة وألف. وقال: إن داره بلصق جامع قوصون ولم يكن هناك بلصق الجامع غيرها.