كذلك، بل الناحية المعروفة بالشرقية التى قصبتها مدينة بلبيس جميع ريفها يسمونه الحوف، ولا أعلم ثمّ قرية يقال لها الحوف.
وأبو الحسن من حوف مصر، وبعد أن فرغت من ترجمة أبى الحسن الحوفى على هذه الصورة ظفرت بترجمته مفصلة؛ وذلك أنه من قرية يقال لها شبرى النخلة من أعمال الشرقية المذكورة، وأنه دخل مصر وقرأ على أبى بكر الأدفوى ولقى جماعة من علماء المغرب وأخذ عنهم، وتصدر لإفادة العربية، وصنف فى النحو مصنفا كبيرا، وصنف فى إعراب القرآن كتابا فى عشرة مجلدات، وله تصانيف كثيرة يشتغل بها الناس، رحمه الله تعالى، انتهى.
وقوله: وجميع ريفها، قال فى ديوان الإنشاء: الريف لغة هو موضع المياه والزرع، ثم جعل ذلك اسما لبلاد القرى، وقال ابن دريد: الريف ما قارب السواد من أرض العرب، وقال التبريزى: الريف ما قارب الماء من أرض العرب، وقال غيره: الريف أرض لها زرع وخصب، ويطلق فى مصر على الوجه البحرى، وبالديار المصرية وجهان، القبلى، والبحرى.
وفى تاريخ بطاركة الاسكندرية أن قصر بابلون مبنى بالحجارة بين الصعيد والريف، ويقال: انحدر كل من فى الصعيد إلى الريف لطلب الغلة، ويقال أيضا: أن ماء النيل يعلو أرض الريف والصعيد، ففى هذه العبارات قد أطلق الريف على الوجه البحرى فقط.
وقال ابن حوقل: الريف اسم لبلاد مصر العليا، وقال أيضا: الحوف ما كان أسفل الفسطاط، وما كان فى جنوبه يعرف بالريف، ومعظم رساتيق مصر أى بلادها بالحوف والريف.
وفى القاموس: الريف بالكسر أرض فيها زرع وخصب وما قارب الماء من أرض العرب أو حيث الخضر والمياه والزرع، وراف البدوى يريف أتى الريف، وأرافت الأرض وأريفت أخصبت، انتهى.