باللبن، وبها زاوية للصلاة وبدائرها نخيل، وكانت فى السابق فى البر الشرقى فأكلها البحر فانتقلت إلى البر الغربى، ولها أطيان فى البر الغربى، ولها أيضا جزيرة تجاهها فى وسط البحر صالحة للزرع، ويسكنها بعض الأهالى والعرب، وكثيرا ما كان يحصل منهم ومن غيرهم الإفساد فى البلاد، ففى «نزهة الناظرين» أن العرب كانت ثائرة فى البلاد فى زمن الوزير أحمد باشا الذى تولى مصر يوم الاثنين عاشر المحرم سنة إحدى ومائة ألف، وخصوصا فى جهات الفيوم من عرب المغاربة وشيخهم يومئذ عبد الله بن وافى، وكذا فى جهات البهنسا، وحصل من عرب العطيات القاطنين بجزيرة الشوبك مفاسد شاع ذكرها، فتعين إبراهيم بك بن ذى الفقار بك ومعه جماعة من الأمراء وعساكر من الاسباهية وكبسوا هذه الجزيرة، وقتلوا من أهلها ومن عرب العطيات نحو مائة نفس، وطلع إبراهيم بك منها بخمسة وثلاثين رأسا وعرضها على إبراهيم باشا بقره ميدان فخلع عليه وعلى الشربجية، وطلع قانصوه بك بسبعة رؤوس وثلاثة أشخاص، بالحياة فخلع عليه وقطعت رءوس ثلاثة أشخاص بالديوان، وعين الوزير أحمد باشا إلى ولاية البهنساوية، والفيوم الأمير إبراهيم بك أمير الحاج، ودرويش بك، وإبراهيم بك ابن ذى الفقار أمير الحاج سابقا، وصحبتهم أربعة مدافع وخمسمائة عسكرى، وعين صنجق آخر بخمسمائة عسكرى إلى ولاية البحيرة، واتفق الأمراء والأغوات وجميع اختارية البلكات على أن يجعلوا على أقاليم مصر وقراها غير إقليم الصعيد وقرى الكشوفية مبلغا من الفرضة على كل قرية، فجعلوا على العال ثلاثة آلاف نصف فضة، وعلى الدون ألفى نصف فضة للوازم الصرف على التجاريد، وتلك الأقاليم هى إقليم الغربية، والشرقية، والمنوفية، والمنصورة، والبحيرة، والبهنساوية، والفيوم وشرق أطفيح، وكتبت الدفاتر بذلك وأرسلت إلى الأقاليم مع السردارية، ومع كل سردار خمسون عسكريا، فتحصلت تلك الأموال وصرفت للعساكر، كل عسكرى ثلاثة آلاف نصف فضة، وكل سردار كيس، والصنجق عشرة أكياس،