العزيز محمد على ضلعها نحو مائة وعشرين مترا من كل جهة، وفى شمال الفوريقة بناء متين متسع طوله نحو خمسمائة متر فى عرض أربعمائة أنشأه العزيز أيضا فوريقة لعمل الطرابيش، وأحضر لذلك كافة آلات العمل، ثم أعرض عنه.
وفى سنة ثمان وخمسين جعل فيها اصطبلا لكحائل الخيل، واستمر الأمر على ذلك إلى زمن المرحوم سعيد باشا، وفى داخل السور فضاء نحو ثلاثين فدانا كان يزرع برسيما حجازيا لأكل تلك الخيول، وفى داخله أيضا منازل لخدمتها من ناظر وحيكم ونحو ذلك، وحوض كبير، وسواق لسقى الخيل والبرسيم، وبين الاصطبل والبحر حديقة ذات بهجة وفواكه أنشأها رستم بك مدير المنوفية سابقا، وأنشأ فوق البحر قصرا مشيدا لسكناه، ثم صار يسكنه المديريون من بعده، وفى شماله على شاطئ البحر أيضا ديوان المديرية أنشأه عمر بك الأشقر أوائل حكومة العزيز محمد على، وقبل ذلك كان ديوان المديرية فى ناحية منوف.
وفى مدينة شيبين قصور حسنة وأبنية جيدة، وفى وسطها قيسارية من شمالها إلى الجنوب، ذات حوانيت عامرة بأنواع السلع والبضائع من ملبوسات وخلافها، وفيها قهاو، وبها ستة جوامع بمنارات غير الزوايا، منها جامع أبى المكارم، وهو جامع قديم مبنى بالحجر والآجر، وبه مقام الشيخ أبى المكارم، وبأعلى باب المقام نقوش فى الحجر فيها تاريخ بنائه فى صفر سنة ٥٠٠، وله ساقية، وفى داخله مقام آخر يقال له مقام الشيخ فتوح، ومنها جامع خميس، وهو قديم أيضا وجددته الأهالى سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف، وجامع القطب جدد على طرف الميرى سنة ثلاث وأربعين ومائتين بعد الألف وله ساقية معينة، وجامع سيدى فائد جدد سنة سبع وأربعين ومائتين وألف.