للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشاع أمر الصلح، نزلت طائفة من الفرنسيس إلى المنوفية وطلبوا من أهلها الكلفة لرحيلهم، ومروا بالمحلة الكبيرة فتعصب أهلها واجتمعوا إلى قاضيها وخرجوا لحربهم، فكمن لهم الفرنسيس وقتلوا منهم ما ينيف على ستمائة، ومنهم القاضى، وكذا وقع لأهل طندتا لما دخل بعض الفرنسيس البلدة وسخر بهم أهلها، وآذوهم أذى شديدا وطردوهم، فغابوا ثلاثة أيام روجعوا إليهم بجمع من عسكرهم، فاحتاطوا بالبلدة وضربوا عليها المدافع والبندق، ثم هجموا على البلد ودخلوها وبأيديهم السيوف مسلولة، وطلبوا خدمة الضريح الأحمدى الذين يقال لهم أولاد الخادم، وهم يومئذ ملتزمون بالبلدة ومتهمون بكثرة الأموال من قديم الزمان، وكانوا قبل ذلك بثلاثة أشهر قبضوا عليهم بإغراء القبط، وأخذوا منهم خمسة عشر ألف ريال فرانسة، فأخذوهم إلى خارج البلد، وقيدوهم وأقاموا كذلك نحو خمسة أيام يأخذون كل يوم نحو ستمائة ريال سوى الأغنام والكلف، ثم ارتحلوا وأخذوهم معهم فحبسوهم أياما بمنوف، ثم نقلوهم إلى الجيزة، ولما انقضت أيام حرابتهم بمصر نزلت طائفة منهم إلى طندتا، وأخذوهم معهم وجعلوا عليهم أحدا وخمسين ألف ريال، وعلى أهل البلد مثل ذلك أو أزيد، وأطلقوا بعضهم، وحجزوا مصطفى الخادم لكونه صاحب الأكثر فى الوظيفة والإلتزام، وطالبوه بالمال/ونوعوا عليه العذاب والضرب حتى على كفيه، وربطوه فى الشمس وقت شدة الحر وهو رجل جسيم، فخرجت له نفاخات، ثم أخذوا الخليفة أيضا إلى منوف، ثم ردوه وولوه رآسة [رئاسة] جمع الدراهم ووزعت على الدور والحوانيت والمعاصر وغير ذلك، واستمروا إلى انقضاء العام حتى أخذوا عساكر المقام، وكانت من ذهب خالص زنتها نحو خمسة آلاف درهم، وفى الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة ثمان عشرة بعد المائتين والألف، كان (جاهين كاشف المرادى) متعينا على مديرية الغربية لجمع الفرضة، فجعل على أولاد الخادم ثمانين ألف ريال، فحضروا ومعهم