المرحوم أدهم باشا، ثم جعل ناظرا ثانيا للمدرسة الحربية التى كانت بالحوض المرصود، تحت نظارة سليمن باشا الفرنساوى، وبعد قليل أمر بعمل قوانين ونظامات لمدرسة مستقلة أريد إنشاؤها، وجعل مقرها بالقلعة العامرة، تكون كافلة للعلوم الأدبية، وافية بالفنون المدنية، فبذل همته فى ذلك، وراعى فى نظاماته ما يجذب خواطر الأهليين إلى تلك المدرسة، ورتب لها من المعلمين كل من له به ثقة من أهل العلم والمعرفة التامة، المتدربين على تعليم الفنون وإفادتها، ومن الموظفين ذوى الإجتهاد ما فيه الكفاية، وأدارها إدارة جيدة، حتى ظهرت نجابة تلامذتها واستفادتهم استفادة جيدة فى أقرب وقت ولرغبته فى نشر العلوم وسعة دائرتها، وحبه عموم النفع بها استدعى مع بعض أمراء الحكومة المصرية من المرحوم سعيد باشا، وكان له ميل إلى المترجم ﵀، صدور الأمر بطبع جملة كتب عربية على طرف الحكومة عمّ الانتفاع بها فى الأزهر وغيره منها:
تفسير الفخر الرازى، ومعاهد التنصيص، وخزانة الأدب، والمقامات الحريرية وغير ذلك من الكتب/التى كانت عديمة الوجود فى ذلك الوقت فطبعت، وللمترجم فى مدح المرحوم سعيد باشا من القصائد والمربعات والمخمسات والتواشيح والأدوار الكثير الطيب مما هو محفوظ فى الصدور مرقوم فى السطور، وقد أنعم عليه المرحوم محمد على باشا بجملة من الأطيان قدرها ٢٥٠ فدانا ببلده طهطا، وأنعم عليه المرحوم سعيد باشا بمبلغ [بما قدره] ٢٠٠ فدان، والخديوى إسمعيل باشا بمبلغ [بما قدره] ٢٥٠، جملة ذلك ٧٠٠ فدان، واشترى هو ٩٠٠، فبلغ جميع ما فى ملكه من الأطيان إلى حين وفاته ١٦٠٠ فدان، غير ما اشتراه من العقارات العديدة فى بلده وفى القاهرة، وقد زاد على ذلك أنجاله فبلغ مجموع أطيانهم ٢٥٠٠ فدان، غير ما جددوه من الأملاك، وكانت له ﵀ عناية كبيرة باقتناء الكتب، فاشترى الكثير النادر منها، حتى أن كتبه تبلغ بما اشتراه أولاده نحو ٤٥٠٠ كتاب، وفيها من الكتب العربية الغريبة ما ليس فى غيرها.