بالقرب من العباسة، ونشأ بها ثم تحوّل إلى القاهرة بعد الخمسين، ولازم (الزينى زكريا) و (الطنتدائى الضرير)، وزاحم الطلبة وتوصل لبيت (ابن البرقى) بتعليم ولده، وصار كبيرهم يصرفه فى التوجه مع شقادف المنقطعين بدرب الحجاز التى من جهة ناظر الخاص للعقبة فما دونها، وأقبل على التحصيل، فكان يسافر مع الصرة، ويأتمنه الناس فى استصحاب ودائعهم ومتاجرهم ونحوها معه، وكان يخدم قاضى مكة بشراء ما يحتاج إليه من القاهرة، وحمل ما يرسله لأهلها، وتزايد اختصاصه به فاتسعت دائرته سيما حين تولى (زكريا) القضاء، ولكنه لما رأى الاختلاف والاختلال فى جماعته واختصاص من شاء الله منهم عنه، قطن مكة من سنة ثمان وثمانين، وصار يتجر بجاه القاضى، ويعامل ويقارض ونحو ذلك من طرق الاستكثار، وتزايد خوفه حين الترسيم على جماعة القاضى، ثم أنه تحول إلى المدينة النبوية واشترى بها حديقة، وصار يعامل ويضارب كعادته. انتهى. ولم يذكر تاريخ موته ﵀ وإيانا.
(تم الجزء الثالث عشر ويليه الجزء الرابع عشر أوله حرف العين)