للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جددها فى سنة ستين أيضا، وأوصى بها أصحاب الدرك، وبالقرب من كفافة مورد لتزويدة أهل الركب، وسلمى داخل الوادى بها آبار حلوة لآل ملك المتقدم ذكره، وهو أبعد من كفافة بنصف مرحلة تقديرا. ولا يحملون الماء من ثم إلا تزويدا، وللشيخ ناصر الدين بن مليق حين ورد سلمى، وكان حصل لهم عطش تبركا من شعره:

شكرنا لسلمى حين دارت كؤسها … علينا وكان الشكر من بعد سكرنا

سكرنا لديها بارتشاف رضابها … فعشنا بذاك السكر من بعد موتنا

ونادى لسان الحال فى حيها اغنموا … ظهورى فالأزلام رجس بعيدنا

وله فى كفافة:

كفتنا أكف من كفافة أكفأت … علينا زلالا من غيوث نداها

فلله ذاك الغيث كم عم ظامئا … وكم ظمئت منه كبود عداها

رعى الله راحات لراحاتنا أتت … لراح بها يحلو القلوب صداها

وأما الأدراك من دار السلطان إلى آخر درك بنى عقبة، فسنذكرها قريبا، وكان مدة المسير من دار السلطان إلى الشيخ مرزوق إلى بعد العصر بعشرين درجة، ومائة وعشر درج لدخول الصنجق، فعشى بجوار قبر الشيخ مرزوق واستراح، وأقام إلى بعد العشاء بأربعين درجة، وسار إلى قطع حدرة رامة، وتسمى أيضا أم البسيس، أو عقبته على كلا الوجهين، /ووصل الأزلم بعد الشمس بخمس عشرة درجة، فكان مدة مسيره مائة وسبعين درجة.

واعلم أن من المحل المعروف بدبة المويلح، إلى المحل المعروف بدار السلطان، درك جماعة من عطيشات بنى عقبة، منهم: حميد بن