للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

/كثيرا مع خروج النيل، ثم إن هذه القرية قد أخذت من الشهرة طرفا بالأمير على بن سليمان، فإنه منها نشأ وإليها ينتسب كما فى: «الدرر المنظمة فى أخبار الحج وطريق مكة المعظمة»، وقد ترجمه فقال: هو الأمير على بن سليمان بن جويلى بن سليمان، من أعيان مشايخ بنى عونة بإقليم البحيرة، وهو ولد عم الأمير عيسى بن إسماعيل شيخ عرب الإقليم، حج فى عام اثنين وخمسين وتسعمائة زمن ولاية الأمير المرحوم أيدمر الرومى، وحج بصحبته ولده سليمان، وهو أكبر أولاده وأشهرهم، وكانت أولاده الذكور نيفا وثلاثين ولدا، كلهم فرسان خيل، وغالبهم حسان الأشكال، بيض الوجوه كالترك، فلما حج فى هذه السنة عم الحج برا وخيرا.

وكانت تلك السنة شديدة المشاق على الوفد، من الغلاء وموت الإبل، وفقد المأكولات والعليق بالرجعة حتى بيعت كل عليقة بالرجعة يوم حضور الملاقاة بستة عشر نصفا كبيرة، والرطل البقسماط أو الدقيق بنصف ولا يكاد يوجد، ويقاس على ذلك، وأما موت الجمال ففحش جدا، حتى مشت النساء والصبيان، فشمر الأمير على المشار إليه عن ساعد جده واجتهاده، وهيأ للوفد غاية ما يجده من استعداده، وصار هو وولده سليمان فى ساقة الركب، لحمل المريض والمنقطع وما عساه أن يرمى بالساقة من حمل التجار والحجاج، سواء كان غنيا أو فقيرا، قويا أو ضعيفا، وصحب معه من الشقادف لحمل الفقراء نحو بضع وعشرين جملا، وعم المحتاجين بتفرقة الزاد والماء صباحا ومساء، بحيث أنه حصل بوجوده فى الركب تلك السنة غاية النفع والخير، وكان نفعه فيها عاما بواسطة تلك المشاق التى اتفق حصولها للوفد.