فى حوض البدارى، طولها يقرب من خمسة آلاف قصبة، وللناحية جملة كفور متفرقة؛ منها كفر على شاطئ البحر يقال له: كفر العقال، وكفر يقال له: نزلة علام، فيه بيت عمدتها المرحوم عبد العال العقالى على شاطئ البحر، وكان صاحب ثروة وزراعة كثيرة، وقد أحسن إليه الخديوى برتبة قائمقام بعد وقعة قاو، لما جمع أهل بلده ومنعهم من العصيان مع من عصى، بل قام بهم مع العساكر على العصاة، فحظى بالقبول إلى أن توفى سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، وترك أولادا منهم عمدة الناحية الآن وأملاكا كثيرة وقصورا مشيدة، وبنى جامعا فاخرا، ومنزلهم عامر إلى الآن.
وسبب تلك الوقعة رجل من الصعيد الأعلى يزعم أنه شريف جعفرى، ويتسمى بأحمد الطيب، وإنما هو الشقى، كان يتردد على هذه الجهة والأهالى تعتقده، واجتمع عليه كثير من الناس وأعطوه العهود على أنفسهم بالطاعة، فكانت طاعتهم معصية وصلاحهم فسادا ونصرهم للدين إذلالا، وذلك أنه أتت إليه ذات يوم أمة مسلمة مملوكة لبعض نصارى قاو، تشكو إليه أن سيدها يريد وطأها وهى ممتنعة منه، فأحضر النصرانى وخيره بين بيعها وعتقها منعا للحرمة، فامتنع النصرانى وأصر على تملكها، فلم يحسن الشيخ التدبير وأخذها جبرا من النصرانى وآذاه، وهم بسلب أمواله، فرفع النصرانى الشكوى للحكومة، فطلب حاكم الجهة الجارية من الشيخ فامتنع من تسليمها، فتوجه إليه ناظر القسم، فلم يعبأ به، وازداد فى أذى النصارى، وأظهر عدم المبالاة بالحكومة، واجتمع عليه كثير من أهل بلاد الشرق، فجاءه مدير جرجا وأسيوط ورفاعة أغا صنجق الأربعمائة، ومعهم بعض