صفين، صف الصوامعة وصف الوناتنة، وكان رئيس هذا الصف السيد عبد الرحمن عمدة أم دومة، فكانت الحكام ترسل الحاج إبراهيم وأمثاله للإصلاح بين البلاد، فيتعصب مع قومه فى الباطن، ثم مات قبل سنة ستين وترك ابنا أسود مثل العبد، فنشأ من غير تربية وساءت سيرته، واتهم فى قتيل ممن كانوا يلوذون به، فطردته الحكومة، وحكمت بنفيه، ثم مات ولم يعقب ذكورا، ولم يعلم له عاصب، إنما قام بعض أهل بلده وادعى العصوبة له، وجرى على إثبات ذلك مدة عند الحكام والقضاة حتى أثبت نسبه، والآن منزله يسكنه أزواج بناته من أولاد الدقيشى من ناحية نزة.
ثم اشتهر بعده بيت الحاج إبراهيم المزيكى فى جهتها الغربية، وبنى أبنية حسنة، وكان رجلا حسن الأخلاق، وقد مات وترك إخوته وأولاده وعمدتها الآن منهم، وفيها مساجد عامرة وقليل من أبراج الحمام، وأكثر أهلها مسلمون، وتكسبهم من الفلاحة، ويزرع بأرضها صنف الفول بكثرة، ويزرع بها الثوم والكزبرة والكمون، ويمر عليها الجسر العمود الذى بين طارئ السوهاجية وطارئ البحر الكبير، ويقال له جسر عنيبس.