فى كتاب أبى صلاح أحد مؤرخى العرب، وذكر أبو صلاح أيضا أنه كان بها خمس وعشرون كنيسة للأقباط، ودير للأرمن بداخلها، واثنان لهم بخارجها، وكان أشهر معابدها كنيسة مريم البتول، وكانت صغيرة، ويقال إنها أول كنيسة بنيت بمصر، وكان بها بئر شاع بين الناس أن ماءها يبرئ من سائر الأمراض، يهرع إليها كل عام فى عيد الفصح خلق كثيرون من جميع البلاد، وكان بقربها قصر قديم، وبالقرب منها معبد صغير منحوت فى الصخر يزوره النصارى ويحترمونه كل الاحترام، لزعمهم أنه كان مسكن البتول أم المسيح.
وذكر المقريزى أنه كان بها كنيستان، إحداهما: للعذراء، والأخرى: لغبريال، وقد تهدمت تلك الآثار، ولم يبق منها سوى دير يعرف بالدير المحرّق - بضم الميم وفتح الراء المشددة - وهو أكبر دير فى هذه الجهة، ويسمى أيضا بالحدراء، وكان به فى زمن الفرنساوية عشرون راهبا ومائتا نفس من الأهالى، وفى شماله قبور أموات النصارى.
وأما قبور مسلميها فكانت فى شرقى النيل بجبل أبى فوده، ولما تخربت القوصية خلفتها سنبو، وهى قرية فى شمالها على نحو ستة آلاف متر، ثم عمرها الشيخ أبو زكريا حاكم الأشمونين وردها لأصلها، ثم هى الآن ذات جنات وبساتين، وفيها مساجد عامرة، منها اثنان بمنارتين، أحدهما: المسجد الكبير فى جهتها الشرقية، والثانى: فى وسطها جدد عمارته أحد مشاهيرها الحاج رميح بالجير والآجر.
وأغلب أبنية البلد باللبن على طبقة أو طبقتين، وقد تجدد بها أبنية تشبه أبنية القاهرة لأكابرها جاد الرب بيك مدير مديرية المنية سابقا، ومفتش شفلك الفشن، والحاج رميح وعائلته، وكان فى السابق ناظر قسم، وكذلك الأروباويون القاطنون بها للتجارات، وفيها وكالتان للحاج رميح عامرتان بالمتاجر، وبها فيخورة وأبراج حمام، ولها سوق كل