وقال السخاوى فى تحفة الأحباب: أن مروان بن الحكم لما دخل إلى مصر وصالح أهلها بايعوه/إلا جماعة من المعافر وغيرهم. فقالوا: لا نترك بيعة ابن الزبير، فأمر مروان بقطع أيدى المعافرين وأرجلهم وقتلهم على بئر المعافر فى الموضع المعروف بمسجد الأقدام (بقرافة مصر) وكانوا ثمانين رجلا فسمى المسجد بهم لأنه بنى على آثارهم.
ولم يزل هذا المسجد عامرا والناس يأتون إلى زيارته من الآفاق، حتى أنشأ السلطان الملك المؤيد أبو النصر شيخ مدرسته داخل باب زويلة من القاهرة فحسنوا له خراب هذا المسجد، وقالوا له: هذا فى وسط الخراب فصار الآن كوما من جملة الكيمان التى هناك. قال: والعامة كانت تزعم أنه قبر آسية امرأة فرعون ويسمون الموضع بها. انتهى.
وقال المقريزى: وفى خلافة هارون الرشيد، وإمارة عيسى بن يزيد الجلودى على مصر، ظلم صالح بن شرزاد عامل الخراج الناس وزاد عليهم فى خراجهم فانتفض أهل أسفل الأرض وعسكروا، فبعث عيسى بابنه محمد فى جيش لقتالهم، فنزل بلبيس وحاربهم فنجا من المعركة بنفسه ولم ينج أحد من أصحابه، وذلك فى سنة ثلاثمائة وأربع عشرة فعزل عيسى عن مصر وولى عمير بن الوليد التميمى، فاستعد لحرب أهل الحوف واقتتلوا فقتلوه، فولى عيسى ثانيا فلقيهم بمنية مطر فكانت بينهم وقعة آلت إلى أن انهزم منهم إلى الفسطاط وأحرق ما ثقل عليه من رحله وخندق على الفسطاط، وذلك فى رجب من تلك السنة.
وفى شوال من سنة ستين وثلاثمائة كثر الإرجاف بوصول القرامطة إلى الشام ورئيسهم الحسن بن محمد الأعسم وأنهم قتلوا جعفر بن فلاح بدمشق واستولوا عليها وساروا إلى الرملة، فانحاز معاذ بن حيان إلى يافا متحصنا بها، فتأهب جوهر القائد لقتال القرامطة وحفر خندقا وعمل عليه بابا ونصب عليه بابى الحديد اللذين كانا على ميدان الأخشيد. وحفر خندق السرى بن الحكم