الأصول والعربية. وفهم مستقيم جدا وإتقان فيما يبديه وعقل تام يضبط به أقواله وأفعاله، ويتوصل به لكف جليسه أو صاحبه عما لا يرتضيه.
وناب فى تدريس الفقه بالحجازية عن البرهان بن أبى شريف، وبالفاضلية عن ابنى صاحبه زين العابدين، وبالجمالية عن ابن النواجى وفى غير ذلك.
ثم استقر فى تدريس النابلسية تجاه سعيد السعداء وسكنها حتى مات.
وكان يترفق فى معيشته بطبخ السكر ونحوه. وتوالى عليه فى ذلك عدة خسارات فضم ما تأخر بيده وهو شئ يسير جدا. وسافر فى البحر إلى المركب، فانصلح المركب بجميع ما فيه فى أثناء الطريق ونجا بنفسه خاصة.
وطلع مكة فحج وأقام سنة أخرى وهى سنة ثلاث وثمانين على قدم عال فى الصلاح والعبادة. ثم توعك فى غضون ذلك مدة ولم يتم تخلصه حتى أنه قدم القاهرة وابتدأ الفالج معه. ولكن لم يكن ذلك بمانع له من الإفتاء والتدريس والكتابة. وانقطع بسببه أشهرا، كل ذلك وهو صابر شاكر حتى مات سنة خمس وثمانين وثمانمائة رحمه الله تعالى.
ومن نظمه مضمنا قول القائل مما هو مشهور على الألسنة:«حائط القاضى يطهر بالماء، وحائط غيره يهدم.» قوله:
إذا استقضى القاضى عن النجس الذى … يحل جدار الغير يفتى بهدمه
ويفتى إذا ما حل ذاك بحيطه … بتطهيره بالماء فاعجب لحكمه
/وقوله أيضا:
يقضى القضاة بهدم الحيط إن نجست … ما لم تكن لهمو فالماء يكفيها
ومن كلامه أيضا:
إذا حكم الإله عليك فاصبر … ولا تضجر فبعد العسر يسر