ابن الإمام الحسنى، وتلاه لأبى عمر، ومن طريق الدورى على الجمال يوسف المنفلوطى، ثم على الشهابين ابن البابا والهيتمى، وتلاه بعده وهو كبير فى مجاورته بمكة للسبع إفرادا وجمعا على محمد الكيلانى.
وحفظ قبل ذلك العمدة، والشاطبية، والرسالة، وألفية النحو، وعرضها على الجمال الأقفهسى، والبدر بن الدمامينى، والبساطى، وابن عمه الجمال، وابن عمار، والولى العراقى، والعز بن جماعة، والجلال البلقينى، والشمس والمجد البرماويين وغيرهم.
وتفقه بالزين عبادة وغيره، وسمع على الولى العراقى، وكذا الزين ابن عياش، وأبى الفتح المراغى بمكة. بل قرأ بها على البدر حسين الأهدل الشفاء.
وحج غير مرة، وولى قضاء منفلوط. قال: وأورد شيخنا فى حوادث سنة اثنتين وسبعين أن البهاء الأخنائى حكم بحضرة مستنيبه بقتل بخشى باى الأشرفى حدا لكونه لعن أجداد صاحب الترجمة بعد قوله له: أنا شريف وجدى الحسن بن فاطمة الزهراء. واتصل ذلك بقاضى الإسكندرية. فأعذر، ثم ضربت عنقه.
ولازم الحسام المطالعة فى كتب الفقه، والتفسير، والحديث، والتاريخ، والأدب حتى صار يستحضر جملة مستكثرة من ذلك كله، ويذاكر بها مذاكرة جيدة مع سرعة الإدراك والفصاحة والبشاشة، والحياء والبذل لسائله والقيام مع من يقصده فى مهماته. وحمد الناس معاملته فى صدق اللهجة والسماح وحسن الوفاء، حتى رغب أرباب المال فى معاملته. ولم يزل هذا دأبه إلى أن ارتقى لقضاء المالكية بالديار المصرية بعد موت الولوى السنباطى. وباشره بعفة ونزاهة وشهامة.