بالمعايرجية وتحت نظر الديوان، ثم عطفة يقال لها عطفة الدفرى، وهى غير نافذة، ثم عطفة الدردير عرفت بالشيخ المعتقد أبى البركات سيدى أحمد الدردير المالكى المدفون هناك داخل الزاوية التى بجوار هذه العطفة المعروفة به، وهى بقرب جامع سيدى يحيى بن عقب أنشأها ﵁ بعد عودته من حج بيت الله الحرام سنة تسع وتسعين ومائة وألف. شعائرها مقامة على الدوام، وعلى ضريح منشئها تابوت مكسو بالجوخ يحيط به مقصورة من الخشب، ويعلوه قبة مرتفعة بجوارها ضريح سيدى محمد السباعى - تلميذ سيدى أحمد الدردير - عليه مقصورة من الخشب، ومدفون مع سيدى محمد هذا ولده سيدى أحمد السباعى. ولهذه الزاوية منارة قصيرة ومطهرة وأخلية وبئر، ويعمل لمنشئها بها مجلس قرآن كل يوم جمعة بعد الزوال، ومجلس ذكر ليلة السبت، ومولد كل عام مع مولد سيدنا الحسين ﵁، وبها خزانة كتب معتبرة.
وأما جامع سيدى يحيى بن عقب الذى بجوار هذه الزاوية فقد جدّده الأمير سليمان بيك الخربطلى سنة سبع وخمسين وألف، وهو جامع صغير ببابين متجاورين؛ أحدهما للمطهرة والآخر للجامع بدهليز مستطيل، وله منبر ودكة من الخشب ومنارة وبئر، وشعائره مقامة من أوقافه بنظر الشيخ محمد الهوارى المغربى.
وتحت هذا الجامع من جهة الطريق التى يسلك منها إلى حارة خوشقدم ضريح سيدى يحيى بن عقب، له مولد سنوى قبيل نصف شعبان، وتجاهه سبيل يعلوه مكتب عامر بالأطفال.
وبين هذا الجامع وزاوية الدردير دار كبيرة تعرف بدار السباعى، جارية فى حيازة الشيخ راغب السباعى شيخ طريقة السباعيين، ثم عطفة السلاوى عرفت بالسيد إبراهيم السلاوى أحد تجار مصر لأن داره بها وهى غير نافذة، ثم عطفة الأربعين عرفت بذلك لأن على رأسها ضريحا عليه قبة يقال له الأربعين، وبداخلها دار المرحوم الشيخ إسماعيل الحلبى من علماء السادة الحنفية وهى غير نافذة.
وذكر المناوى فى طبقاته أن الشيخ تاج الدين الذاكر - المتوفى سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة - دفن بزاويته بقرب حمام الغورى، وكان واعظا مجيدا، وصوفيا مفيدا. ﵀. (انتهى).
(قلت): وحمام الغورى هو حمام الغورية الذى بعطفة الحمّام التى بقرب مسجد سيدى يحيى بن عقب، ويغلب على الظن أن الشيخ تاج الدين المذكور كان يتعبد به فى حياته، ولما مات دفن به لأنه هو الأقرب لحمام الغورية، أو يقال إن ضريح الأربعين هو ضريح تاج الدين، ثم عرف بعد ذلك بالأربعين والله أعلم بحقيقة الحال.