للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المشهور، ونشأ بها، ثم قدم مصر وحضر على شيخ المالكية/فى عصره الشيخ سالم النفراوى أياما في مختصر الشيخ خليل، وأقبل على العبادة، وقطن بقاعة بالقرب من الأزهر بجوار مدرسة السنانية، ثم سافر للحج، فلقى بمكة الشيخ إدريس اليمانى وأجازه، وعاد إلى مصر وحضر دروس الحديث على الإمام المحدث الشيخ أحمد بن مصطفى الإسكندرى الشهير بالصباغ، ولازمه حتى عرف به، ثم أجازه الشيخ أحمد التهامى بطريقة الأقطاب والأحزاب الشاذلية، والسيد مصطفى البكرى بطريقة الخلوتية.

ولما توفى شيخه الصباغ لازم السيد محمد البليدى فى دروسه، ثم تصدى للتدريس، فروى عنه جملة من أفاضل عصره كالشيخ الصبان، والسيد محمد مرتضى، والشيخ محمد بن إسماعيل النفراوى، وسمعوا عليه صحيح مسلم بالأشرفية.

وكان كثير الزيارة لمشاهد الأولياء، متواضعا، لا يرى لنفسه مقاما، متحرزا فى مأكله وملبسه، لا يأكل إلا ما يؤتى به إليه من زرعه من بلده من الخبز اليابس مع الدقة. وكانت الأمراء تأتى إليه لزيارته فكان يفر منهم فى بعض الأحيان، وكان كل من دخل عليه يقدم له ما تيسر من الزاد من خبزه الذى كان يأكل منه، وانتفع به المريدون، وكثروا فى البلاد وأنجبوا، ولم يزل يترقى فى مدارج الوصول إلى الحق، حتى تعلل أياما بمنزله الذى بقصر الشوك، وتوفى فى ثانى صفر سنة إثنتين وسبعين ومائة وألف، ودفن بجوار تربة الشيخ المنوفى ومقامه شهير يزار، انتهى.

وبجواره قبر الشيخ محمد الأمير الكبير، ويعمل له بالمحروسة كل سنة مولد حافل تنصب فيه الصواوين البالغة النهاية فى الكثرة، وتهرع إليه الناس من كل فج من أهالى القاهرة وبلاد الأرياف، وتدور فيه الأذكار والقراءة والألعاب فى المراجيح وخلافها ليلا ونهارا، وتبنى فيه حوانيت من الخشب