الشطنوفى وغيره، وأصول الفقه عن القليوبى وغيره، والفرائض والحساب عن الغراقى وغيره، وأخذ الصرف والمنطق والمعانى والبيان والجدل عن البساطى.
وناب فى عقود الأنكحة بالقاهرة وضواحيها، وولى مشيخة الإسماع بالشيخونية، والخدمة بالأشرفية المستجدة بالعنبريين، والخطابة بجامع المرج وغير ذلك، وحج مرارا، وجاور مرتين، وزار بيت المقدس والخليل، واستوفى بالسماع والقراءة أصول السنة الستة وغيرها، وانفرد فى الديار المصرية بمعرفة شيوخها، ونظم، ونثر، وتخرج به جمع من الفضلاء.
قال السخاوى: وكنت ممن تخرج به، وكان كثير المحبة لى والإقبال علىّ، وكان خيرا دينا ساكنا بطئ الحركة، ريض الخلق، صادق اللهجة، غزير المروءة متواضعا، منطرح النفس، وقورا بساما، مهيبا بهيا، نير الشيبة، حسن السمت، كثير التلاوة والعبادة، غاية فى النصح، سليم الباطن، محبا فى الحديث وأهله، سمحا بإعارة كتبه، منجمعا عن الناس بتربة السيفى، قجماش الظاهرى/بالقرب من البرقوقية قانعا باليسير، عديم النظير على طريقة السلف، قلّ أن ترى العيون مثله، طار اسمه بمعرفة الأسانيد والمرويات، وأرسل للسلطان أبى فارس صاحب المغرب أربعين حديثا خرجها له ولأولاده فأثابه عليها.
سئل عن شيخنا ابن حجر: أيما أكبر أنت أو هو؟ فقال: أقول كما قال العباس ﵁: أنا أسن منه وهو أكبر منى، رحمهما الله تعالى، مات سنة إثنتين وخمسين وثمانمائة بسكنه بتربة قجماش، ودفن بها، وتأسف الناس على فقده ومن نظمه:
الحب فيك مسلسل بالأول … فامنن ولا تسمع كلام العذل
وارحم عباد الله يا من قد علا … من يرحم السفلى يّرحمه العلى
وخف العذاب ورج عفوا أن ترم … شربا من العذب الرحيق السلسل