للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصرى الشافعى، الملقب ببرهان الدين، الميمونى، الإمام، العلامة، الفهامة، المحقق المدقق، خاتمة الأساتذة المتبحرين.

وقال: إنه كان آية ظاهرة فى علوم التفسير والعربية، أعجوبة باهرة في العلوم العقلية والنقلية، حافظا، متقنا، متضلعا، من الفنون مشهورا خصوصا عند القضاة وأرباب الدولة، وأبلغ ما كان مشهورا فيه علم المعانى والبيان، حتى قلّ من يناظره فيهما، وسئل بعض أهل التحقيق من القضاة عنه فقال: هو رجل لو سئل عن مسئلة فى المعانى والبيان لأملى عليها كراريس عديدة، وكان مترفها فى عيشه، كريم النفس، رقيق الطبع، حسن الخلق، فصيح اللسان، وجيها مبجلا، مجللا عند عامة الناس وخاصتهم، مسموع الكلمة، وإذا حضر مجلسا فيه علماء، يكون هو المتكلم من بينهم، والمشار إليه فيهم، واجتمع فيه حسن التقرير وتحبير التأليف والتحرير، لازم والده سنين، وكان يحضر معه وهو صغير، درس الشمس الرملى وأجازه بمروياته، وأخذ عن أبى بكر الشنوانى، ومنصور الطبلاوى، وأحمد الغنيمى، وغيرهم من علماء مصر.

وأجازه شيوخه، وعنه أخذ أحمد بن أحمد العجمى، وعبد القادر البغداى، وشاهين الحنفى، وكان له ولد، برع بالتلقى عنه، ومات قبل أبيه بنحو ثلاثة أشهر، فحزن عليه حزنا شديدا، ولما عزى به أنشد بيت المتنبى:

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت … لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

وبالجملة فإنه مما اتفقت كلمة الكل على تفرده فى عصره، وتوحده فى وقته، وتصانيفه كثيرة منها: حاشية على المختصر، وحاشية على المواهب اللدنية، وحاشية على تفسير البيضاوى، وله معراج فى مجلد ضخم، وبعض تعليقات على شرح التلخيص للمولى عصام الدين المسمى بالأطول، وتحريرات على حاشية الجامى له أيضا، وكانت ولادته فى سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، وتوفى يوم الثلاثاء ثانى عشر رمضان، سنة تسع وسبعين