للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا شيء أطيب عندى من مجاورتى … ببيت ربى وسعى فيه مشكور

قد أثرت فيّ أفعال الكرام ولل … مجاورات كما قد قيل تأثير

ودخل دمياط والإسكندرية، وتردّد إلى المحلة وغيرها، وأمعن النظر فى علوم الأدب، حتى فاق أهل عصره، وأطال الاعتناء بالأدب، فحوى فيه أعلى الرتب، وكتب حاشية على التوضح فى مجلد، وبعض حاشية على الجاربردى، وشرحا للخزرجية فى العروض، وكتابا يشتمل على قصائد فى الغزل و (الشفاء فى بديع الاكتفاء) و (خلع العذار فى وصف العذار) و (صحائف الحسنات فى وصف الخال) و (روضة المجالسة فى بديع المجانسة) و (مراتع الغزلان فى وصف الحسان من الغلمان) و (حلبة الكميت فى وصف الخمر) وكان اسمه أولا (الحبور والسرور فى وصف الخمور) و (عقود اللآلى فى موشحات الأزجال) و (الأصول الجامعة لحكم حرف المضارعة) و (المطالع الشمسية فى المدائح النبوية) وكان متقدما فى اللغة والعربية، وفنون الأدب، مشاركا فى غيرها، حسن الخط، جيد الضبط، متقن الفوائد، كتب لنفسه الكثير وكذا لغيره بالأجرة، وكان سريع الكتابة، حكى التكرورى أنه شاهده، كتب صحيفة فى نصف الشامى فى مسطرة سبعة عشر، بمدة واحدة، وعمل كتابا سماه (الحجة فى سرقات ابن حجة)، واشتهر ذكره وبعد صيته، وقال الشعر الفائق، والنثر الرائق، وجمع المجاميع، وطارح الأئمة، وأخذ عنه غير واحد كالشهاب بن أسد، والبدر البلقينى، ولولا ضيق عطنه، وسوء مزاجه، وسرعة انحرافه، وتعرضه للهجاء، لكان كملة إجماع، ومدح الأكبار، وتموّل من ذلك، وأثرى خصوصا مع مبالغته فى الإمساك، مع مزيد إحسان الكمال البارزى، إليه والزين بنى مزهر حين كونه ناظر الإصطبل، ومن قبلهما الزين عبد الباسط، وقرره أحد صوفية مدرسته، أول ما فتحت، واستقر فى تدريس الحديث بالجمالية والحسينية، وعمل فى الأولى مجالس، وكنت ممن حضر عنده فيه، وكتبت الخطبة التى أنشأها لابن سالم، وكذا كتبت عنه غيرها من