للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزين بن عياش وغيرهما، ولازم الشاطبى فى الفقه، وغيره من العلوم العقلية، وأذن له فى الإفتاء والتدريس وأخذ على الزين الزركشى صحيح مسلم، ولم يزل يجد فى التحصيل؛ حتى برع فى الفقه والأصلين، والنحو والصرف والعروض والقوافى، والمنطق، والمعانى، والحساب، والفلك، والقراآت، وغيرها، وصنف فى أكثرها، فأكمل شرح المختصر، لشيخه البساطى، وذلك من السلم إلى الحوالة فى كراريس؛ وشرح كلا من مختصرى ابن الحاجب الفرعى والأصلى، والتنقيح للقرافى فى مجلد، وسماه (التوضيح على التنقيح) وعمل أرجوزة فى النحو والصرف والعروض والقوافى، فى خمسمائة بيت وخمسة وأربعين بيتا، سماها (المقدمات) ضمنها ألفية ابن مالك، والتوضيح مع زيادات، وشرحها فى نحو عشرين كراسة، وله أيضا مقدمة فى النحو، لطيفة الحجم، ومنظومة سماها (الغياث فى القراآت الثلاث) الزائدة على السبعة، وهى لأبى جعفر، ويعقوب، وخلف، وشرحها، ونظم النزهة لابن الهائم، فى أرجوزة نحو مائتى بيت، وشرحها فى كراريس، وعمل قصيدة دون ثلاثين بيتا فى علم الفلك، وشرحها؛ وشرح «طيبة النشر فى القراآت العشر»؛ لشيخه ابن الجزرى، فى مجلدين، «والقول الجاذ لمن قرأ بالشاذ» وكراسة تكلم فيها على قوله تعالى: ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ﴾ وأخرى فيها أجوبة عن إشكالات معقولية ونحوها، وأخرى من نظمه فيها أشياء فقهية، وغيرها وغير ذلك، وحج مرارا، وجاور فى بعضها، وناب فى القضاء عن شيخه البساطى، ثم تركه وأقام بغزة والقدس ودمشق، وغيرها من البلاد، وانتفع به فى غالب هذه النواحى، وكان إماما عالما متفننا، فصيحا مفوّها، بحاثا ذكيا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، صحيح العقيدة شهما، مترفعا عن بنى الدنيا، ذا كرم بالمال والإطعام. يتكسب بالتجارة بنفسه، وبغيره، مستغنيا بذلك عن وظائف الفقهاء، ولذا قيل: إنه عرض عليه قضاء القدس، فامتنع.

وحكى البدر السعدى قاضى الحنابلة: أنه بينما هو عنده فى درسه، إذ حضر إليه الشرف الأنصارى، بمربعة، بمرتب العينى، فى الجوالى بعد موته،