وفيها مسجدان جامعان عامران، أحدهما بمنارة، ينسب إلى سر عسكر المرحوم إبراهيم باشا، والد الخديوى إسماعيل والآخر ينسب إلى سعيد أغاسر سوارى، وبها كنيسة أقباط، وثلاثة أسواق بحوانيت عامرة بالبضائع، واحد لبيع النعال، وواحد لبيع اللحم والخضر والخبز ونحو ذلك، والثالث يباع فيه البضائع التجارية المجلوبة من مصر ونحوها كثياب الحرير والقطن، والجوخ، والعقاقير، والنحاس، وغير ذلك من مشتملات المدن، وفيها دكاكين صاغة، وخياطين وأرباب حرف، وبها وكائل فيها البضائع، وتنزل فيها الغرباء، وفيها ثلاثة بساتين ذات فواكه، وثمار كالقشطة والبرتقال والعنب، والرمان والليمون والتين البرشومى والشوكى والموز وفيها شجر القرقدان، وهو شجر له حب صغير كحب السمسم يشرب كالقهوة، وفيها شجر التمرهندى بلا ثمر، وديوان المديرية فى شمالها الشرقى بجنبه مكتب البوسطة، ومحل الدفتر خانة، وفضاء متسع يقيم به عساكر المحافظة. وهناك الجبخانة، وبستان صغير، ومكتب التلغراف، والطوبخانة، وشونة للميرى، ومساكن للمستخدمين، ومدرسة لتربية الأطفال وتعليمهم الفنون النافعة، افتتحت فى سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف من مراحم الخديوى إسماعيل، واسبيتالية للمرضى، وهناك عين ماء معدنية كبريتية حارّة لا ينقطع جريانها وبجوارها حوض مبنيّ بالآجر والمونة يمتلئ من مائها، وينزل فيه المرضى والزمنى، ويعتقدون نفعه، ويوجد بها كل ما يحتاج إليه من مأكولات الناس والبهائم وغير ذلك.
وثمن الأردب من الذرة بها فى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، ثلاثة ريالات مجيدية، وأردب القمح بأربعة ريالات مجيدية، والعشرة أرطال من السمن بريال مجيدى، وثمن الخروف من ريال إلى ريال ونصف، وثمن ثور البقر من ريالين إلى أربعة، والجمل الجيد من خمسة وعشرين ريالا إلى ثلاثين، وزمام أطيانها ثلاثة آلاف وخمسمائة وعشرون فدانا، ونخيلها ثلثمائة وخمسون نخلة وفيها أربعون ساقية، ارتفاعها فى زمن احتراق النيل ثمانية أمتار، وعندها ترعة لرى أراضى الزوراء.